أمينة الفتوى: اسم المرأة ليس عورة والإسلام لم يمنعها من العمل.. والنساء في عهد النبي شاركن في الفتوحات
تحدثت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عما يعتقده البعض عن العورة، وقول البعض: مينفعش أقول اسم والدتي أو زوجتي فبقول أم العيال أو الجماعة.
مينفعش أقول اسم والدتي أو زوجتي فبقول أم العيال أو الجماعة.. أمينة الفتوى تبين
وقالت الدكتورة زينب السعيد، إن هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي يروجها المتشددون حول مسألة العورة وموضوع خروج المرأة للعمل.
وأضافت أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تليفزيونية، أن اسم المرأة ليس عورة، وبعض المجتمعات تتحفظ على ذكر أسماء النساء، مستخدمة أسماء أبنائهم أو تعبيرات أخرى، كنوع من الغيرة، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينادي زوجاته بأسمائهن، وذكرت أن القرآن الكريم يحتوي على سورة كاملة تحمل اسم السيدة مريم، مما يدل على أن أسماء النساء ليست عورة.
وبخصوص عمل المرأة، أكدت أن الإسلام لم يمنع المرأة من العمل، بل لم يفرق بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في هذا الصدد، مشيرة إلى أن دور المرأة التقليدي هو كونها أمًا وزوجة، ولكن إذا استطاعت التوفيق بين عملها وواجباتها المنزلية، فلا مانع من ذلك.
وأضافت: لا يوجد أي حكم شرعي يمنع المرأة من العمل، إلا إذا كان العمل يتعارض مع طبيعتها أو مع القيم الإسلامية.
واستعرضت بعض النماذج من التاريخ الإسلامي، مشيرة إلى أن العديد من النساء شاركن في الغزوات ودعمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبرز تلك النماذج كانت السيدة رُفيدة، التي تعتبر أول ممرضة في الإسلام، حيث كانت تقدم الرعاية الطبية للمجاهدين.
أمينة الفتوى: أكل ميراث المرأة تعد على حدود الله
وأشارت إلى أن حرمان المرأة من الميراث يُعتبر من أكبر المحرمات التي يمكن أن يرتكبها الإنسان.
ولفتت خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج حواء، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، إلى أن هناك اعتقادات خاطئة تتداول في بعض القرى، حيث يعتقد البعض أن المرأة ليس لها حق في الميراث وأن المسؤولية تقع على عاتق الأخوة أو الأقارب.
وقالت إن الشريعة الإسلامية، أقرّت حقوق المرأة في الميراث بشكل واضح، وقسم الله عز وجل الميراث بنفسه، مما يدل على عظمة هذا الحكم وضرورة الالتزام به، لافتة إلى أن التعدي على حقوق المرأة في الميراث هو تعدٍ على حدود الله، وهو فعل محرم شرعًا، ويجب على المجتمع توعية الأفراد بأهمية احترام حقوق جميع الورثة، سواء كانوا رجالًا أم نساء.
ودعت إلى ضرورة إحياء قيم العدل والمساواة في المجتمع، والتأكيد على أن الميراث حق من حقوق الله، وأن أي محاولة للاستيلاء عليه تُعتبر تجاوزًا شرعيًا يستوجب العقوبة.
هل صوت المرأة عورة؟.. أمينة الفتوى تجيب
وقالت الدكتورة زينب السعيد، إن هناك آراء متشددة تدعي أن صوت المرأة عورة، لافتة الانتباه إلى أن هذا المفهوم ليس له أساس في الأدلة الشرعية، فلا توجد آية أو حديث يحدد أن صوت المرأة عورة.
وأضافت أن المرأة في الإسلام كانت تشارك في الحياة العامة، وكانت لها صوت مسموع، القرآن الكريم يذكر في قوله تعالى: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، مما يدل على أن المرأة كانت تتحدث وتعبّر عن نفسها.
وأوضحت أن التشريع الإسلامي نهى عن الخضوع في القول، وليس عن الحديث بشكل عام، مؤكدا أن الخضوع يعني التمايل في الحديث أو الكلام بطريقة قد تفهم على أنها إثارة أو خضوع للرجال، وهذا ما يُنهى عنه، أما الحديث بصوتها الطبيعي وبأسلوب طيب فلا حرج فيه.
وتناولت التفسيرات الخاطئة التي يروجها المتشددون، مشيرة إلى أن النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كن ناشطات في المجتمع، يطرحن الأسئلة ويشاركن في الفتوحات، مؤكدة أن السيدة عائشة كانت فقيهة الأمة، وكانت تُعتبر مرجعًا مهمًا في نقل أحاديث النبي.