كيف ترتبط ميكروبات الأمعاء بتنظيم الإجهاد وإدارة الصحة العقلية؟
أظهرت دراسة جديدة أن بكتيريا الأمعاء تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم استجابات الجسم للإجهاد، من خلال تأثيرها على إيقاعات الجسم اليومية، وتمهد هذه النتائج الطريق لتطوير علاجات جديدة تعتمد على الميكروبات لتحسين الصحة العقلية، خاصة في إدارة مشكلات مثل القلق والاكتئاب، والتي غالبًا ما ترتبط بـ اضطرابات الساعة البيولوجية والنوم.
وحسب ما نشرته صحيفة هندستان تايمز، أوضحت الدراسة التي أجريت في جامعة كلية كورك أن تريليونات الكائنات الدقيقة في الأمعاء تؤثر على استجابات الجسم الهرمونية للتوتر بشكل يعتمد على الوقت، ما يفتح آفاقًا جديدة للعلاجات التي تستهدف محور الأمعاء والدماغ.
تأثير ميكروبات الأمعاء على استجابات الإجهاد
وتم نشر الدراسة في مجلة Cell Metabolism، حيث تسلط الضوء على العلاقة بين ميكروبات الأمعاء ومحور الوطاء الغدة النخامية الكظرية، الذي يعتبر النظام المركزي المسؤول عن استجابات الإجهاد في الجسم، وتشير النتائج إلى أن نقص بكتيريا الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى فرط نشاط هذا المحور في أوقات معينة من اليوم، ما يؤثر على استجابات الجسم للإجهاد والساعة البيولوجية.
والدراسة حددت أنواعًا معينة من بكتيريا الأمعاء، منها سلالة Lactobacillus، التي أثبتت أنها تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم هرمونات الإجهاد مثل الجلوكوكورتيكويد، وهذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تطوير علاجات نفسية تعتمد على الميكروبيوم، بهدف تحسين الصحة العقلية من خلال تعديل استجابات الجسم للإجهاد.
أهمية ميكروبات الأمعاء في الصحة النفسية
وقال البروفيسور جون كرايان، الباحث الرئيسي في الدراسة: بحثنا يوضح وجود علاقة مهمة بين ميكروبات الأمعاء واستجابات الدماغ للإجهاد بشكل يعتمد على الوقت، وهذه الميكروبات لا تؤثر فقط على الهضم والتمثيل الغذائي، بل تلعب دورًا أساسيًا في كيفية تعامل الجسم مع الإجهاد.
وأضاف: نتائجنا تؤكد أهمية ليس فقط نوعية بكتيريا الأمعاء، ولكن أيضًا التغيرات التي تطرأ عليها على مدار اليوم، وهذا يساعدنا على فهم أعمق لكيفية تأثير هذه البكتيريا على استجابات الجسم البيئية، ويمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة تستهدف بكتيريا الأمعاء للتخفيف من الاضطرابات المرتبطة بالإجهاد.
وأردف: هذه الدراسة تمثل خطوة كبيرة نحو فهم العلاقة بين الميكروبيوم والصحة العقلية، ونحن ملتزمون بكشف الطرق التي يمكن من خلالها تحسين الصحة العقلية من خلال استهداف بكتيريا معينة في الأمعاء، وهذه النتائج تقربنا من تحقيق هذا الهدف.
وأكدت الدراسة الدور الحاسم الذي تلعبه ميكروبات الأمعاء في تنظيم استجابات الجسم للإجهاد بطريقة تعتمد على إيقاعات الجسم اليومية، ومع تزايد الضغوط اليومية في الحياة الحديثة فإن هذه النتائج تشير إلى إمكانية تطوير علاجات جديدة تعتمد على الميكروبيوم لتحسين الصحة النفسية وتقليل تأثيرات الإجهاد.