دراسة تكشف تفاصيل جديدة بشأن وصول فيروس الهربس للمخ وتأثيره على صحة الدماغ
كشف الباحثون من جامعة كولورادو أنشوتز كيفية دخول فيروس الهربس البسيط من النوع الأول إلى المخ، وحددوا المناطق الأكثر عرضة للإصابة، حيث أظهرت الدراسات أن الفيروس يمكنه اختراق المخ وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
انتقال فيروس الهربس إلى المخ
وحسب ما نشرته صحيفة تايمز أوف إنديا، فعادة ما يكون فيروس الهربس كامنًا في الجهاز العصبي، لكنه قد يعاود النشاط في حالة ضعف الجهاز المناعي، وقد ينتقل عبر العصب الشمي أو العصب ثلاثي التوائم الذي يربط الوجه بجذع المخ، وبمجرد وصوله إلى المخ، يسبب التهابات واستجابات مناعية قد تؤدي إلى تلف وتراكم لويحات الأميلويد، التي تعد من العلامات الرئيسية لمرض الزهايمر.
كما وجدت الدراسة أن الاستجابة الالتهابية لفيروس الهربس قد تُحفز الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي خلايا مناعية في المخ، ما يؤدي إلى إطلاق مواد ضارة عند تنشيطها بشكل مفرط، ويتسبب ذلك في تلف الخلايا العصبية وزيادة إنتاج بروتين بيتا أميلويد المرتبط بمرض الزهايمر.
تأثير الجينات والعلاجات المضادة
وأظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يحملون عوامل خطر وراثية، مثل جين APOE4، يكونون أكثر عرضة للتأثيرات السلبية للفيروس على المخ، ووفقًا للأبحاث فإن استخدام العلاجات المضادة للفيروسات قد يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ما يؤكد أهمية السيطرة على عدوى الهربس للحد من العواقب العصبية طويلة الأمد.
وركزت الدراسة على تتبع مسار فيروس الهربس داخل المخ، ووجد الباحثون أنه يستهدف مناطق معينة، منها جذع المخ المسؤول عن الحركة والنوم، ومنطقة تحت المهاد التي تتحكم في المزاج والشهية وتنظيم الهرمونات، كما ينتشر الفيروس في مناطق تولد السيروتونين والنورأدرينالين، ما يشير إلى تأثيراته المحتملة على وظائف الدماغ المتعددة.
مكافحة فيروس الهربس
وأظهرت الأبحاث التي أجرتها كريستي نيماير، أستاذة مساعدة في علم الأعصاب، أن فيروس الهربس يؤثر على الخلايا الدبقية الصغيرة في المخ، وعند تفاعل الفيروس مع هذه الخلايا، تُصاب بالالتهاب، ولكن بعض المناطق أظهرت استمرار وجود الخلايا الملتهبة حتى بعد القضاء على الفيروس.
إجراءات وقائية ضد فيروس الهربس
ونصح الدكتور كونال بحراني، المدير السريري ورئيس قسم الأعصاب في مستشفيات مارينجو آسيا، باتباع مجموعة من الإجراءات للحد من تأثير فيروس الهربس على المخ، وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:
- إدارة التوتر وتعزيز المناعة: الحفاظ على نمط حياة صحي من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كاف من النوم.
- العلاج المبكر لتقرحات البرد: استخدام الكريمات والأدوية المضادة للفيروسات لتقليل شدة ومدة تفشي المرض.
- الحماية من الشمس: حماية الشفاه والبشرة من أشعة الشمس للحد من تفاقم العدوى.
- ممارسات النظافة: تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف ومرطبات الشفاه، والابتعاد عن الاتصال المباشر بالقروح النشطة.
- العلاج الوقائي: للأفراد الذين لديهم ضعف في المناعة أو عوامل وراثية تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر، ينصح بمراجعة الطبيب لمناقشة الخيارات الوقائية المضادة للفيروسات.
