الأمعاء والدماغ.. علاقة خفية تؤثر على الصحة العقلية
لطالما اعتُبر الدماغ هو المركز الرئيسي للتحكم بالجسم، لكن الأبحاث الحديثة كشفت عن دور حاسم تلعبه الأمعاء في التأثير على الصحة العقلية، ويُعرف هذا النظام التفاعلي بـ محور الأمعاء-الدماغ، وهو شبكة معقدة من الإشارات الكيميائية والعصبية التي تربط بين الجهاز العصبي المركزي والجهاز الهضمي.
الأمعاء كـ الدماغ الثاني
وفقًا لموقع webMD، تحتوي الأمعاء على حوالي 100 مليون خلية عصبية تُعرف بالجهاز العصبي المعوي، مما يجعلها تُسمى الدماغ الثاني، وهذه الخلايا العصبية تُنتج نواقل عصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهي مركبات تُؤثر بشكل مباشر على المزاج والوظائف العقلية، لذا، فإن صحة الأمعاء تُعتبر أساسية للحفاظ على التوازن النفسي والعاطفي.
الميكروبيوم ودوره في الصحة العقلية
يلعب الميكروبيوم، وهو تجمع البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء، دورًا كبيرًا في هذا التفاعل، وأظهرت الدراسات أن اختلال توازن الميكروبيوم يرتبط بحالات مثل القلق والاكتئاب، على سبيل المثال، بعض أنواع البكتيريا تُساهم في إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تدعم صحة الدماغ عن طريق تقليل الالتهابات.
كيف يُمكن دعم محور الأمعاء-الدماغ؟
للحفاظ على صحة محور الأمعاء-الدماغ، ينصح الخبراء باتباع نظام غذائي غني بالألياف والبروبيوتيك، وممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل التوتر، بالإضافة إلى الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والكيمتشي التي تُعتبر مفيدة لتعزيز صحة الميكروبيوم، بينما قد تكون العادات اليومية السلبية مثل تناول الأطعمة المصنعة ضارة بهذا التوازن.
ويساعد فهم العلاقة بين الأمعاء والدماغ على فتح آفاقًا جديدة لعلاج مشكلات الصحة العقلية والجسدية، والحفاظ على صحة الأمعاء ليس مجرد تعزيز للهضم، بل هو استثمار في صحة الدماغ والمزاج العام.