أيوة بدعم الأنبا مكاريوس
المسيحيين الأيام دي في مدينتي المنيا وأبو قرقاص والقرى التابعة ليهم، بيفكروا في مصير كرسي المطرانية، وخصوصاً أن فيه تعلق شديد جداً بالأنبا مكاريوس واللي لقبوه بأسد الصعيد الجديد، لأن اللقب ده كان بيطلق على الأسقف المنتقل “الأنبا ميخائيل” واللي ساب عالمنا من كام سنة وكان مطراناً لكرسي أسيوط.
مبدئياً تعلق المسيحيين بالأنبا مكاريوس له مبررات كتيرة جداً تقدر تعرفها من خلال البوستات والكلام اللي بيكتبوه مسيحيين المدن والقرى في محافظة المنيا عنه، لكن يكفي أذكر موقفين جمعوني بيه في يوم واحد من 9 سنين تقريباً لما نلت درجة الشموسية على ايده وبقيت شماس في الكنيسة القبطية بوضع يده عليا.
المفروض الرسامة كان المقرر ليها تكون يوم 10 سبتمبر ولكن كان موافق عيد لاخواتنا المسلمين، ولما وصلنا الكنيسة قالوا سيدنا اعتذر وهيجي بكرا علشان يرسم الأطفال والشباب، وفعلاً جه يوم 11 سبتمبر واللي بيوافق بداية السنة القبطية في كل عام، ولكن بدأ كلامه بكلمة مش قادر انساها.
ساعتها وقف الأنبا مكاريوس وقال: “امبارح اخواتنا المسلمين كان عيدهم، فمكانش ينفع اليوم يعدي من غير ما اعيد عليهم وافرح معاهم، وبعدين اجي لحبايبي هنا نحتفل سوا بالسنة الجديدة وشباب زي الفل منكم ينولوا درجة في الخدمة والشموسية في بيت ربنا”.
ساعتها يمكن كنت طفل، لكن كلماته علقت في وداني وحبيته جداً، لأنه حب يفرح اخواتنا المسلمين، وفي نفس الوقت اعتذر لنا، وحسسنا أننا محظوظين، بدل ما كنا هنترسم في آخر يوم في السنة القبطية، خلانا نترسم في أول يوم فيها وبدل ما يبقى تذكارها 5 نسئ، بقى 1 توت.
أما الموقف التاني فكان أثناء الرسامة، انا كنت تخين وكنت مبروحش الكنيسة اللي اترسمت عليها كتير، كنت بروح كنيسة تانية أقرب، فمكنتش متعود على سلم الهيكل بتاعها، فأنا متعود على سلم الكنيسة التانية، فبعد ما لبسني الملابس الخاصة بالشمامسة وجاي أدخل الهيكل توازني اختل، وكنت هقع، فلقيت نفسي بتلقائية شديدة، بسند عليه بشكل طفولي بس مع الحجم نقدر نقول زقيته، فبعد ما استعدت توازني قلت بس، كده هيقول لي اطلع برا!، لكن الحقيقة هو فاجئني بابتسامة جميلة، وقال لي: “أنت كويس؟”، فابتسمت وقلت: “بخير”، ودخلت الهيكل.
وبعد القداس فضل مخليني جنبه وبيهزر معايا وكأني متربي في الإيبارشية عنده، ومن يومها بقى الأنبا مكاريوس أب ليا وبحبه دايماً وبتعلم منه.
تعلق شعب المنيا بيه، نابع من فكرة أنه بيشبه للمسيح، بيجول يصنع خير، يدخل البيوت الفقيرة والمحتاجة من غير تكليف ولا مظاهر فارغة، يدخل ويقعد معاهم على الأرض وياكل الأكل البسيط واللي مش متكلف ولا فيه حتى ريحة الزفر.
وأنه أخد من صفات المطران الراحل واللي كان في الأساس الأنبا مكاريوس مساعد له، وصفات تانية كتير جداً، يمكن لو فضلنا نتكلم عنها مش هنخلص.
طوبى لكل أسقف أو انسان عادي حتى، بيحاول يعيش زي ما ربنا قال في الكتب السماوية، وبيحاول دايماً يفرح اللي حواليه ويعيشهم وهو محسسهم بحبه وأبوته ليهم، أما أنا فمعنديش كلام أقدر أقوله عنه غير.. أيوة بدعم الأنبا مكاريوس أسقفاً للمنيا.