الخميس 14 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مصير الإخوان والإسلاميين الهاربين إلى السودان.. هل تطلب القاهرة تسليمهم؟

القاهرة 24
أخبار
الإثنين 15/أبريل/2019 - 06:50 م

ألقت الإطاحة بنظام الرئيس السوداني عمر البشير، بظلالها على المشهدين المحلي والإقليمي، خاصة بعد سقوط نظام البشير الذي ظل قرابة 30 عامًا في سُدة الحكم بالسودان، متبنيًا نظريات الإسلام السياسي منهجًا للحكم.

من بين العديد من الملفات التي طُرحت بإعلان القوات المسلحة السودانية، اعتقال عمر البشر وعزل نظامه وتشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة شئون البلاد لمدة عامين، كام ملف المصريين الهاربين إلى السودان ممن ينتمون إلى تيار الإسلام السياسي، وبالتحديد جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية.

الآلاف غادروا مصر هاربين إلى الخرطوم، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من سُدة الحكم في مصر، معتمدين في ذلك على عنصر المسافة بين مصر والسودان، وتمركز الآلاف من الإخوان المصريين بالسودان خلال عقود كبيرة من الزمن، الأمر الذي يطرح تساؤلًا حول مصير المصريين الهاربين إلى السودان عقب إزاحة نظام البشير وتولى سلطة جديد مقاليد الأمور في البلاد.

الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، عمرو فاروق، يرى أن السودان منذ ثورة 30 يونيو 2013، قد تحولت بشكل كبير إلى ملجأ للإخوان المصرين الهاربين عقب سقوط حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، لافتًا إلى أن عدد الإخوان المصريين الهاربين، وصل إلى ما يقرب من 550 إخواني، انتقلوا إلى السودان عبر الحدود الجنوبية، بتسهيلات من بعص القبائل المسيطرة على هذه الممارات الحدودية.

وأضاف، أن الجماعة كونت شعبة للإخوان المصريين في السودان مستقلة تمام عن أي عمل تنظيمي مرتبط بإخوان القطر السوداني، وهو أمر متعارف عليه، وفقًا لترتيبات التنظيم الدولي، مثلما حدث من قبل مع الإخوان المصريين في الكويت، نتيجة زيادة أعداد المصريين الهاربين في السودان.

وأشار فاروق في تصريحات لـ”القاهرة 24″، إلى أن غالبية الإخوان المصريين الهاربين يتمركزون داخل الخرطوم، وأم درمان، وولاية النيل الأبيض، ومعظمهم من قيادات الصفين الثاني والثالث، إضافة إلى المجموعات الشبابية المحسوبة على جبهة “الكماليون”، الذين لم تتمكنوا من الانتقال لتركيا أو قطر، لعدم امتلاكهم جوازات سفر أو أي أوراق خاصة بهم ولا حتى أوراق الإقامة، مما يصعب انتقالهم.

وبين، أنه يأتي فى مقدمة هؤلاء القيادات، عزب مصطفى، ومحمد إبراهيم، الأعضاء السابقين في برلمان الإخوان، وأحمدي قاسم، أحد قيادات محافظة الفيوم، وصلاح الدين مدني، أحد أعضاء مجلس شورى التنظيم، ومصطفى الشربتلي، ومحمد الشريف، الذي تم القبض عليه من قبل الأمن السوداني، وتم الإفراج عنه.

ولفت فاروق، أنه يتولى مسؤولية قيادة مكتب الإخوان المصريين في السودان، محمد عبدالمالك الحلوجى، ومحمد فريد، وحسام الكاشف، وهم محسوبين على جبهة “الحرس القديم”، التي يقودها الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة.

وألمح، إلى أن المدير الفعلي لملف الإخوان في السودان وإفريقيا، هو المهندس محمد البحيري، الذي انتقل إلى السودان في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وأسهم كثيرًا في تطوير العمل التنظيمي للإخوان، موضحًا أن البحيري كان المتهم رقم 24 في تنظيم 65، وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة 25 سنة، وكان يبلغ من العمر وقتها 22 عامًا، ويعمل مهندسًا كيميائيًا بشركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات بحلوان، كما أنه محسوب على التظيم القطبي، ويعتبر من التلاميذ المقربين لمؤسس التنظيم الدولي مصطفى مشهور.

وتابع فاروق، أنه ترافق مع وجود عدد من شباب الإخوان هروب عدد من الجماعات الإسلامية، ابرزهم رجل الأعمال حسين عبدالعال، المدعومة من الحكومة السودانية، والمحسوب على جبهة الدكتور محمود عزت، والمكلف بإدارة استثمارات قطرية ضخمة، وحصل على آراضٍ زراعية من الجانب السوداني من أجل الاستثمار فيها، واستقطاب شباب الجماعة، وأنشأ مساكن لشباب الجماعة الهاربين هناك.

وكشف، أن النظام السوداني رغب في تحسين صورته مع النظام المصري خلال المرحلة الماضية، عقب الاتهامات الموجهة بتمكين العناصر الإخوانية، من إقامة معسكرات للتدريب على السلاح وصناعة المتفجرات، وإتاحة الفرصة لمختلف العناصر المناهضة للدولة المصرية، بالتواجد داخل السودان، وتوفير الدعم المالي والبشري للعديد من الخلايا المسلحة التي تنتقل من داخل السودان إلى القاهرة، لتنفيذ علميات مسلحة، والعود مرة أخرى إلى الحدود السودانية.

وأردف، أن الجهات الأمنية السودانية هددت بإعتقال الإخوان المصريين، حال عدم الاستجاب للمطالبات بمغادرتهم للبلاد، لاسيما عقب تورط العديد منهم في التخطيط لعمليات مسلحة داخل القاهرة، وأرسلت الأجهزة الأمنية المصرية، للسلطات السودانية، قائمة بالعناصر المطلوبة تمهيدًا لإلقاء القبض عليهم وتسليمهم إلى القاهرة، خاصةً أن غالبيتهم متورطون في قضايا جنائية، ويتواصلون مع جههات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار داخل الدولة المصرية.

وبحسب قول عمرو فاروق، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، فإن جهازي الأمن والمخابرات السودانيين، قاما باعتقال عدد من العناصر الإخوانية بالفعل، وقام باحتجازهم في السجون ومن المرجح أن يتم تسليم هؤلاء للسطلات المصرية خلال الفترة المقبلة.

واستكمل: “غالبية العناصر التي تم القبض عليها جميعهم محسوبين على جبهة الكماليون، ويتم تسلميهم للأمن السوداني برعاية محمد الحلوجي، للخلاص من ازعاجهم وتهييجهم للصف الإخوان ضد القيادة الحالية للإخوان، وبتوافق مع قيادات التنظيم الدولي. وجرت أولى حملات الاعتقالات تجاه أعضاء الإخوان بالسودان فى نوفمبر 2016، وتضمنت 9 عناصر من أعضاء الجماعة، بينهم قيادى بارز يُعرف باسم محمد الشريف، كان عضو مجلس شورى الإخوان المصريين فى السودان، بجانب الثنائي يوسف حربي وعبد الهادي شلبي، من القيادات الإخوانية الشابة. وفى فبراير 2017، ألقت قوات الأمن السودانية القبض على 11 شابًا إخوانيًا، لتبعيتهم لخلية حسم الإرهابية، ويحصلون على تدريبات عسكرية لتنفيذ عمليات مسلحة في مصر، كان من ضمنهم نائب إخواني سابق في البرلمان، يُدعى ياسر حسانين، وذلك بعد انفجار شقة بشقة سكنية في منطقة أركويت جنوب العاصمة الخرطوم، ما دعا الأمن السوداني لاعتقالهم واتهامهم بالتدريب على صناعة المتفجرات”.

نبيل نعيم، القيادى السابق بتنظيم الجهاد، يرى أن جماعة الإخوان راسخين في السودان، إذ تمكنوا من السيطرة على النقابات وهيئات التدريس.

وأضاف نعيم في حديثه لـ”القاهرة 24″، أن عدد المصريين الهاربين إلى السودان ممن ينتمون إلى الإخوان أو الجماعات الإسلامية، يترواح ما بين 3 و4 آلاف شخص.

وأشار، إلى أن أغلبيتهم يسكنون الخرطوم حيث تبقى غالبية أعمالهم، فيما يبقى البعض منهم خارج العاصمة حيث المشاريع الاقتصادية والمزارع التي يمتلكونها، موضحًا أن المجلس العسكري الانتقالي السوداني سيسعى إلى إخراجهم بعيدًا عن المشهد السياسي الحالي.

وبين القيادي السابق بتنظيم الجهاد، أنه في حال طلب مصر تسليم الهاربين منهم، سيكون هذا في مصلحة السودان ومصر، كونهم سبب للعديد من الأزمات.

من جانبه، كشف سامح عيد، الباحث فى حركات الإسلام السياسي، أن عدد المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي من المصريين الهاربين إلى السودان، يبلغ بضعة آلاف، مرجحًا أنهم أقل من 5 آلاف بقليل.

وأضاف عيد لـ”القاهرة 24″، أن غالبية الهاربين إلى السودان من جماعة الإخوان من القيادات الوسطى بالجماعة وطلبة الجامعات، ولكن الغالبية يذهبون إلى تركيا وماليزيا والخليج.

وأكد، أن محمد البحيري، يُعد أبرز أسماء الإخوان المصريين في السودان، إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، لافتًا إلى أن البحيري يُعد أحد أهم رموز الجماعة دوليًا وله يد عليا في إفريقيا، إذ أنه شخصية نافذة وقوية للغاية.

وأشار عيد، إلى أن البحيري يُعذ أقوى نفوذًا من إبراهيم منير، قائد التنظيم الدولي للإخوان، حيث كان يخطط للإستيلاء على مكتب الإرشاد في مصر، كونه من جيل سيد قطب وأحد أقوى رجالات الجماعة من الإخوان في السودان.

وعن مستقبل الإخوان في السودان بعد عزل الرئيس عمر البشير، لفت عيد إلى أن الإخوان المصريين هناك لديهم العديد من المشاريع كما تربطهم علاقات جيدة بكافة تيارات الإسلام السياسي هناك، مبينًا أن المجلس العسكري الانتقالي قد لا يرغب في فتح ملف ترحيلهم إلى مصر، معللًا ذلك بأن غالبية أعضاء القيادات الحالية ينتمون إلى تيار الإسلام السياسي، وإن كانوا قيادات بالجيش.

تجدر الإشارة الى أن موقع “القاهرة 24” قد حاول التواصل مع المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، لمعرفة ما إذا كانت ستطلب مصر من المجلس العسكري الانتقالي السوداني، تسليم المصريين الهاربين إلى السودان، ولم يتسنى لنا الحصول على رد.

تابع مواقعنا