هل عيد الأم بدعة وما حكم تقديم الهدايا بعده أو قبله؟.. الإفتاء تجيب

يتساءل البعض هل عيد الأم بدعة والاحتفال به حرام، وهل يجوز تقديم الهدايا في هذا اليوم للأمهات؟، إذ يحين الاحتفال بيوم الأم غدًا الجمعة 21 مارس 2025، وهو اليوم الذي يبدأ فيه فصل الربيع أيضًا. ولأن المسلم يتحرى الحلال في كل ما يفعله، من المهم أن يعرف هل عيد الأم بدعة وإن كان بدعة هل هي بدعة حسنة أم سيئة، ولماذا قد يكون حرامًا ولا يجوز الاحتفال به؟ هذا ما نناقشه عبر القاهرة 24 في السطور التالية.
هل عيد الأم بدعة؟
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال هل عيد الأم بدعة؟، إذ أكدت في فتوى رسمية لها، أن البدعة المحرمة شرعًا هي ما أُحدث على خلاف الشرع، وليس في الاحتفال بـ"يوم الأم" ما ينافي الشرع، بل هو من مظاهر التكريم والبر الذي أمرنا به شرعنا الحنيف.
وأرجعت الاحتفال بهذه المناسبة، إلى إنَّ معنى الأمومة عند المسلمين هو معنى رفيع له دلالته الواضحة في تراثهم اللغوي؛ فالأمّ في اللغة العربية تُطلق على الأصل، وعلى المسكن، وعلى الرئيس.

وتابعت: أيضًا تطلق كلمة الأم على خادم القوم الذي يلي طعامهم وخدمتهم، وهو المعنى المَرْوِيٌّ عن الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو من أهل اللغة، قال ابن دُرَيد: وكل شيء انضمت إليه أشياء من سائر ما يليه فإنَّ العرب تسمي ذلك الشيء "أُمًّا".
ولذلك سُمِّيت مكة "أم القرى"؛ لأنها توسطت الأرض، ولأنها قِبلة يؤمها الناس، ولأنها أعظم القرى شأنًا، موضحة أن الأمّ في ذلك كله هي موضع الحنان والرحمة الذي يَأْوِي إليه أبناؤها.
وخلصت الفتوى إلى أن الاحتفال بـ"يوم الأم" هو مظهرٌ من مظاهر تكريم الأمّ والاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس في الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يُعَبِّر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإنَّ هذا أمرٌ تنظيميّ لا حرج فيه.
وشددت على أن الاحتفال بـ يوم الأم لا صلة له بمسألة البدعة التي يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هي ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ"، ومفهومه أنَّ مَن أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود.
واستدلت الإفتاء بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أقر العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التي كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما في حديث "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها قالت: "دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ، تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ"، وجاء في السنة: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ -السيدة آمنة- فِي أَلْفِ مُقَنَّعٍ، فَمَا رُئِيَ أَكْثَرُ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ" رواه الحاكم وصححه، وأصله في "مسلم".
هل عيد الأم حرام؟
ويظل التساؤل حول هل عيد الأم حرام؟ هو الأكثر أهمية لدى الكثيرون، فبعد التعرف على هل عيد الأم بدعة أم لا، وحتى إن كانت بدعة حسنة، فما زال هناك جدل حول هل الاحتفال به وتقديم هدية للأم فيه أو حتى قبله أو بعده حلال أم حرام؟.
كما أكدنا فيما سبق، فإن دار الإفتاء المصرية أقرت بأن الاحتفال بيوم الأم "أمرٌ جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هى ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله".
في المقابل، أدخل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - وابن باز عيد الأم، ضمن ثلة الأعياد المبتدعة المحرمة والتي لا يجوز لمسلم الاحتفال بها، وقال ابن عثيمين "إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها يكون بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضًا".
وحول حكم الاحتفال بعيد الأم، استكمل ابن عثيمين "فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى"، موضحًا أن الأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع (يوم الجمعة) وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة.
وأكد ابن عثيمين على أن كل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ".
واختتم فتواه بقوله "وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز العيد الذي ذكرته السائلة، والتي سمته عيد الأم، لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد، كإظهار الفرح والسرور، وتقديم الهدايا، وما أشبه ذلك.."