وزع السلام الوطني.. الكاتب عمر طاهر يروي تفاصيل قصة فنان يوناني غيّر في مسار السينما المصرية
كشف الكاتب عمر طاهر عن قصة أحد أعمدة الموسيقى التصويرية في السينما المصرية، المايسترو الكبير أندريا رايدر، الذي أحدث ثورة في هذا المجال، مؤكدًا أنه كان السبب الرئيسي في نقل الموسيقى التصويرية من مجرد منتخبات عالمية إلى مقطوعات مؤلفة خصيصًا للأفلام.
وأوضح طاهر خلال تصريحاته في برنامجه الإذاعي أن قبل رايدر، كانت الموسيقى التصويرية عبارة عن تشكيلات من الموسيقى العالمية، يسموها منتخبات أو مختارات، قائلًا: كان أشهرها منتخبات بهنة، اللي كانوا بيأجروا الإسطوانات لصناع السينما، فكنت تلاقي موسيقى واحدة مستخدمة في ثلاثة أفلام ملهمش علاقة ببعض.
وأضاف: لكن أندريا رايدر غير ده تمامًا، بقى فيه موسيقى مكتوبة مخصوص للفيلم، موسيقى بتقول إن هنا في حكاية هتبتدي، هنا في مأساة، هنا في شعور بالخوف، وده كان نقلة كبيرة في السينما المصرية.
أعمال خالدة وبصمة سينمائية
وأشار طاهر إلى أن أعمال رايدر أصبحت علامات بارزة في السينما المصرية، حيث وضع بصمته الموسيقية على أكثر من 60 فيلمًا، من بينها دعاء الكروان، بين الأطلال، اللص والكلاب والنظارة السوداء.
وقال: بدأنا نسمع في أفلام زي دعاء الكروان الأوكسترا وهي بتعزف موسيقى فلاحي، ودي كانت حاجة جديدة تمامًا في السينما المصرية.
من بطل جودو إلى مايسترو مصري
وكشف طاهر تفاصيل غير معروفة عن حياة رايدر، قائلًا: الحكاية بتبدأ باسم مختلف تمامًا، أندريا أنجستوس، بطل لعبة الجودو اليوناني اللي قرر يسيب اللعبة ويتفرغ لغرامه الأصلي.. الموسيقى، وساب اليونان واستقر في إسكندرية واشتغل عازف ومُدرس موسيقى، وكان من أشهر تلاميذه منير مراد، اللي غالبًا هو اللي دل أهل الشغلانة على موهبة الرجل ده.
وتابع: بعدها اتعرف رايدر على محمد عبد الوهاب وبقى شريكه في التوزيع الموسيقي لأهم أعماله، واشتغل مع عبد الحليم حافظ في توزيع أغاني زي أنا لك على طول، لحد ما لقى نفسه بيوزع السلام الوطني المصري والله زمان يا سلاحي اللي غنته أم كلثوم.
الجنسية المصرية ونهاية الرحلة
وأشار طاهر إلى أن نجاح رايدر وأثره في الموسيقى المصرية أدى إلى منحه الجنسية المصرية عام 1970، قائلًا: في يوم صحى لقى خبر منحه الجنسية المصرية، وده كان التغيير الثالث في هوية بطل الجودو اليوناني، اللي أصبح الموسيقار المصري الشهير أندريا رايدر.
واختتم طاهر حديثه قائلًا: رحل أندريا رايدر عن عالمنا سنة 1971، وهو بيمثل مصر في مهرجان عالمي للموسيقى، وآخر عمل سجله قبل سفره كان ملحمة مشهد الوداع، نفس اللحن اللي عزف بعد كده في جنازته، وسط وداع كبار فناني مصر لصانع الموسيقى التصويرية الأول.
