القصة الكاملة لتعذيب طفل وكسر أطرافه الأربعة في الشرقية (صور وفيديو)

“جدته كسرت له أطرافه الأربعة”.. كانت تلك الكلمات بمثابة الشرارة التي أشعلت اهتمام الجميع بطفل بالكاد أتم منتصف عامه الثالث، والسبب كما علله صاحب العبارة أن جدة الطفل لأبيه استغلت هروب والدة الصغير وترك الأب له برفقتها، وأخذت تعاقب الطفل بقسوة أفضت إلى تكسير عظامه، فكلما بكى كانت تعاقبه، قبل أن ينتهي به الأمر مُلقى في غرفة مُظلمة وجسده قد كُسر نحو تسع مرات”.

التفاصيل التي ذُكرت شابها الغموض؛ إذ لم يُذكر بها سوى اسم الطفل “محمود” وحالته ووصفها ومكان علاجه بقسم “عناية الأطفال” بمستشفى “الزقازيق” العام، والتي انتقلنا لها للوقوف على حقيقة الأمر.

على سرير الوحدة، يرقد الصغير ويعلو صوته بين الحين والآخر بصرخات كلما حانت لحظات توقيع الكشف الطبي وتبديل ملابسه، وابتسامات ضاحكة كلما رأىٰ جديدا داخل الغرفة، لكن اللافت في الأمر أن جسده لم يكن به أي جبائر من تلك التي تُستخدم لعلاج الكسور.

الفريق الطبي المعالج للطفل أشار إلى أن واقعة التعدي تعود إلى أكثر من شهرين، وبالانتقال إلى سجلات الواقعة، والتي أفصح عنها أحد المصادر، وطلب عدم ذكر اسمه، تبين أن الصغير حضر إلى المستشفى بواسطة شاب وربة منزل، وعرَّفا نفسيهما في البداية على أنهما أشقاء الصغير من والده، مؤكدين أن الأب متزوج من أربع نساء، بينهم أم الطفل، بخلاف اثنتين سبق له الانفصال عنهما.

المصدر قال لـ”القاهرة 24″، إن الطفل دخل إلى المستشفى باسم “إبراهيم عبدالسلام الديداموني”، وبعدها بأسبوع حضرت امرأة منتقبة، أخبرت الجميع أنها زوجة والد الطفل، قبل أن تؤكد أن الطفل يُدعى “محمود عبدالسلام”.

السيدة أشارت إلى أن والد الطفل “عاطل” يجلس في المنزل، ووالدته “سابت البيت وطفشت”، على حد وصف المصدر، والذي أوضح أن والد الصغير من إحدى القرى التابعة لدائرة مركز شرطة أبو كبير، وأنه زار الطفل بعد زيارة المنتقبة بعدة أيام، قبل أن يشير إلى أن الأب أحدث حالة من الهرج بصوته العالي داخل الوحدة، لكن الأمر انتهى وقتها باصطحابه بواسطة رجال الشرطة المتواجدين لتأمين المستشفى، فيما كانت شقيقة الطفل تتابعه كـ”رفيقة” لحالته، لكنها تركته ولم تعُد تزوره منذ ثلاثة أسابيع.

من جانبه، كشفَّ الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، الحالة الطبية والمتابعات الخاصة بالطفل، مؤكدًا أنه حضر إلى المستشفى قبل أكثر من شهر، حيث كان مصابًا بصعوبة في التنفس وكسور قديمة في عظام الفخذ من الناحيتين اليمنى واليسرى، بالإضافة إلى كسر في الكتف الأيمن.

وأضاف وكيل وزارة الصحة بالشرقية، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، أنه جرى تقديم الخدمات الطبية اللازمة لحالة الطفل على مدار الفترة الماضية من جانب أطباء المستشفى بأقسام “الأطفال، والعناية، والعظام”، حتى تماثل للشفاء بصورة تامة، بخلاف الكسر الموجود بالكتف، والذي يحتاج لإعادة تجبير بعدما التأم وترك اعوجاجا بجسد الطفل قبل حضوره للمشفى، لكن هذه العملية لا يمكن إجراؤها قبل بلوغ الصغير خمسة أعوام.

“الواقعة من شهرين ووالدته اللي عملت فيه كده”.. قالها مصدر أمني رفيع المستوى، مؤكدًا أن الواقعة لا تتبع قسم شرطة ثانٍ الزقازيق، كما هو متداول، وأن التحقيقات فقط هي ما جرت بنيابة ثانٍ الزقازيق، فيما كان محضر الواقعة ومكان حدوثها وأقوال والد الطفل بمركز شرطة أبو كبير قبل نحو شهرين.

المصدر، الذي فضلّ عدم ذكر اسمه، قال في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″، إن والد الطفل اتهم في المحضر الرسمي الخاص بالواقعة، زوجته (والدة الطفل) بتعذيبه والتسبب فيما حدث له من إصابات، قبل أن يشير إلى أن هناك اهتمامًا كبيرًا بحالة الطفل، وسط توقعات بإيداعه إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.