يقلل الإصابة بالنوبات الليلية.. “الصحة” تعتمد دواء جديدًا لعلاج السكر في مصر
كشفت واحدة من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في علاج مرض السكر، إطلاق إنسولين جديد في مصر، والذي يُعد أحدث الابتكارات العلمية التي توصلت اليها الأبحاث المكثفة على مدار عقود عديدة، ومن شأنها إحداث نقلة حقيقية في حياة مرضى السكر في مصر والعالم.
وحصل ريزوديج على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA عام 2015 وعلى موافقة هيئة الدواء الأوروبية EMA عام 2013. كما أنه متوفر في 31 دولة حول العالم، من بينها سويسرا واليابان والسعودية والإمارات.
يتميز إنسولين الجديد بقدرته عند تلقي جرعة يومية واحدة، على التحكم في مستوى السكر في الدم والوصول إلى المستوي المطلوب ولكن بنصف عدد مرات الحقن اليومية مع تراجع ملحوظ في اجمالي جرعة الإنسولين اليومية. هذا بالإضافة إلى تقليل مخاطر الإصابة بنوبات الهبوط الليلية الناتجة عن انخفاض مستوى السكر في الدم، حيث يمثل الدواء مزيجاً من إنسولين ديجلوديك وإنسولين اسبارت (IDegAsp) في قلم واحد لعلاج مرضى السكر من النوع الثاني.
وقد استعرضت الشركة النتائج الإكلينيكية لإنسولين الجديد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته يوم 5 مارس، وذلك بحضور كل من كاميلا راسموسن القائم بأعمال السفارة الدنماركية بالقاهرة، والأستاذ الدكتور إبراهيم الابراشي– أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بجامعة القاهرة وعضو اللجنة القومية للسكر، والأستاذ الدكتور سمير حلمي أسعد– أستاذ السكر بكلية الطب جامعة الإسكندرية، والدكتور أيمن حسن – نائب رئيس الشركة بمصر.
وتعليقا على هذا الإنجاز العلمي الهام، يقول الأستاذ الدكتور سميرحلمي أسعد، أستاذ السكر بكلية الطب جامعة الإسكندرية: “يُعد علاج إنسولين الجديد الوحيد من نوعه الذي يتمتع بهذه الخصائص الفريدة، حيث يجمع هذا الإنسولين لأول مرة بين الانسولين القاعدي الممتد المفعولديجلوديك (تريسيبا) والانسولين سريع المفعول انسولين أسبارت (نوڤورابيد) في قلم واحد.
وأضاف أن خطورة مرض السكر لا تقتصر على الأعراض الحادة التي تصيب المريض نتيجة ارتقاع مستوى السكر فيالدم، ولكن تكمن الخطورة الحقيقية للمرض في مضاعفاته الصحيةالمتعددة التي تشمل مجموعة كبيرة من أمراض القلب والأوعية الدمويةوالكلى والقدم السكري والشبكية وغيرها، والتي تُعد مجموعة منالمضاعفات طويلة الأجل يعاني منها مرضى السكر إذا لم يتم التحكم فيمستويات السكر بالدم بالشكل الافضل، ويعد التزام المريض بتناولالانسولين أحد اهم العوامل التي تؤدي الي التحكم الجيد في مستويالسكر في الدم لذلك تأتي أهمية اختيار الطبيب لإنسولين سهلالاستخدام مما يتيح للمريض الالتزام في تناول علاج السكر ومن ثمالتحكم الجيد في مستوي السكر في الدم ويعد إنسولين الجديد أحدأكثر أنواع الانسولين سهولة في الاستخدام مما يؤثر إيجابيا على صحةالمريض والتزامه بالسيطرة على المرض ومضاعفاته”.
من خلال الإنترنت.. إريكسون تُطور حل لعلاج مرض السكري من خلال التكنولوجيا
من جانبه أشار الأستاذ الدكتور إبراهيم الابراشي– أستاذ أمراض الباطنة والسكر بجامعة القاهرة وعضو اللجنة القومية للسكر: “إن مرض السكر يُعد من أكبر المشكلات الصحية وأكثرها انتشاراً في العالم وفي مصر على وجه الخصوص، حيث يُعاني حوالي 8.9 مليون مصري من المرض بما يمثل 15.2%من اجمالي عدد البالغين، كما تشغل مصر المرتبة التاسعة عالمياً 2 من حيث معدلات انتشار المرض.
وتشكل نوبات هبوط السكر في الدم أحد أهم التحديات امام كل من المريض والطبيب، حيث تنقسم نوبات هبوط مستوى السكر في الدم الي نوبات خفيفة ومتوسطة والتي تتمثل أعراضها في زيادة عدد نبضات القلب، والرعشة، والشعور بالجوع، والتعرُّق، وصعوبة في التركيز، أو نوبات شديدة التي يحتاج فيها المريض إلى مساعدة من حوله أو المساعدة الطبية وقد تؤدي الي الغيبوبة السكرية. كما تعد نوبات هبوط السكر الليلي من أخطر انواع نوبات هبوط السكرفي الدم وتشكل مصدر قلق حقيقي بالنسبة لمرضى السكر، نظراً لأنها نوبات مفاجئة ولا يمكنهم التنبؤ بها أو تمييز أعراضها أثناء حدوثها.
علاج السكر في مصر
وتشير الدراسات إلى تميز دواء الانسولين الجديد بتقليل معدل الإصابة بنوبات هبوط السكر الليلي في الدم بنسبة 45% عن أنواع الإنسولين التقليدية. وهو بذلك يعدأحد أكثر أنواع الانسولين أماناً لمرضى السكر من النوع الثاني.
ومن ناحية أخرى أكد الدكتور أيمن سعد، حرص الشركة على توفير أفضل وأحدث مستويات الرعاية الصحية لمرضى السكر في مصر بهدف تخفيف الأعباء والمضاعفات التي يسببها المرض وإحداث تغيير حقيقي في حياة المرضى. ومن ثم جاء إطلاق إنسولين بمميزاته الفريدة كأحد أحدث الحلول، كما تهتم نوڤونورديسك بتطوير أفضل الادوية لعلاج أمراض مختلفة وعلى رأسها مرض السكر ومرض السمنة ولذلك تقوم كشركة عالمية رائدة باستثمار أكثر من 2 مليار يورو سنويا في مجال الأبحاث والتطوير”.
وأكد الدكتور أيمن حسن على التزام الشركة المنتجة بدعم بناء القدرات للأطباء ومقدمي الرعاية الصحية فضلاً عنإنشاء عدد من المراكز المتخصصة في علاج مرض السكر بالتعاون معوزارة الصحة والتأمين الصحي.
كما أكدت كاميلا راسموسن تنامي العلاقات المصرية الدنماركية على المستويين السياسي والاقتصادي، حيث أشارت إلى أن حجم الاستثمارات الدنماركية في مصر قد بلغ نحو 5 مليارات جنيه مصري، وتعمل الشركات الدنماركية في العديد من المجالات الاقتصادية الحيوية مثل الصحة والنقل والشحن والمنتجات الغذائية.
وأوضحت راسموسن، أن شركة تعتبر من أهم وأكبر الشركات الدنماركية العاملة في مصر والعالم مؤكدة على اعتزازها بالمشاركة في هذا الحدث الهام والذي تقدم الشركة من خلاله أحد أهم ابتكاراتها العلمية من أجل توفير حياة أفضل لمرضى السكر.