دراسات غربية تتوقع تغيرات في العلاقات التركية مع حماس عقب انحسار “كورونا”

أحمد مصطفى

كيف سيكون واقع العلاقات بين حركة حماس وتركيا عقب انتهاء أزمة كورونا؟ سؤال بات محل اهتمام كثير من الدوائر البحثية والاستراتيجية، خاصة مع طرح دوائر في تركيا توقعاتها بحصول تباعد مع حركة حماس ، وهو التباعد الذي يأتي على أثر تباين في أكثر من قضية وموقف سياسي، وهو ما سينعكس في النهاية على شكل ومنظومة هذه العلاقات بين الجانبين بالمستقبل. وتشير تقارير صحفية إلى توجيه دوائر في تركيا انتقادات إلى حماس متهمة إياها بأنها السبب وراء نشر فيروس كورونا في إسطنبول تحديدا ، موضحة أن أسلوب التعاطي التركي مع هذه الاتهامات وتوجيه الانتقادات إلى حركة حماس يعكس تباعدا وتباينا وخلافا واضحا بين دوائر تركية وجهات في حماس، الأمر الذي بات واضحا في أكثر من دراسة تحليله بعد ذلك. ويشير المعهد السياسي الدولي في دراسة له صدرت مؤخرا إلى توقع دوائر سياسية أوروبية بتقلص دور تواجد حماس في تركيا ، وهو ما يأتي لعدة أسباب. وأشارت الدراسة إلى أن أبرز هذه الأسباب هي:

1- تأكيد بعض الجهات التركية أن وجود حركة حماس في البلاد سينعكس سلبا على تركيا في النهاية ، خاصة أن الحركة تعادي الكثير من الأطراف سواء العربية أو الإقليمية أو الدولية ، الأمر الذي سيجعل من وجودها في تركيا بمثابة عبء على أنقرة ، وعقب انتهاء أزمة كورونا، ستسعى إلى التخلص منه. 2- بالإضافة إلى انتقاد بعض من الدوائر التابعة للحركة سياسات تركيا ، وتوجيه اتهامات لها بأنها لم تساعد بالقدر الكاف حماس أو قطاع غزة ، وهو ما أثار انتقاد تركيا بالنهاية. وأوضحت الدراسة أن هناك بعضا من ملامح هذا التباعد والتباين بين حماس وتركيا ، ولعل أبرزه اتهام مصادر تركي لعناصر حماس بنشر فيروس كورونا في البلاد، وتحديدا في مدينة إسطنبول، وتوجيه الاتهام لعناصرها بأنها تواصلت مع عناصر إيرانية ودولية مصابة بالفيروس ، وهو ما أدى إلى تلوث أسطنبول وبعض من المناطق التركية السياحية بهذا الوباء بالنهاية. سوريا بالإضافة إلى هذا فإن بعضًا من الجهات التابعة لحركة حماس وجهت انتقادات قوية إلى تركيا بسبب الحرب المشتعلة في سوريا ، وعن هذه النقطة أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى دقة هذه الاتهامات ، حيث أنتقدت مصادر في حماس سياسات تركيا العسكرية التي تنتهجها في الشمال السوري ، الأمر الذي أدى لهجوم مصادر تركية بدورها على الحركة واتهاما بنكران الجميل والدعم الكبير والواسع الذي تقدمه أنقرة إليها. وتضيف الصحيفة أن بعضًا من الجهات التركية وتحديدا الأجهزة الأمنية توجست خيفة من تقارب حركة حماس مع مصر ، وهو التقارب الذي تزايد خلال الفترة الأخيرة بوضوح ، الأمر الذي سيسهم في هذا التباعد ، ورغم اتفاق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في لقاء أخير له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن العلاقات مع مصر تمثل أهمية استراتيجية لحماس ، خاصة إزاء التفاهم مع إسرائيل أو وضع منظومة مرنة لعبور ودخول الفلسطينيين من وإلى القطاع عبر رفح ، إلا أن هذه الأجهزة التركية تنتقد حماس وترى أنها تؤسس لبناء منظومة علاقات وثيقة مع مصر ، التي ترتبط الان بعلاقات متوترة مع تركيا. وتشير مصادر مسؤولة تحدثت للصحيفة أن تركيا خسرت كثيرا الان بسبب أزمة كورونا أقتصاديا ، وهي الخسائر التي تنوعت بين الخسائر الاقتصادية والسياحية والمالية ، فضلا عن تأثر الكثير من القطعات الأخرى بسبب هذا الفيروس. وصرحت مصادر سياحية للصحيفة أن “متوسط خسارة قطاع الفنادق في تركيا بسبب فيروس كورونا بالاف الدولارات ، وهو مبلغ مرشح للزيادة خاصة وأن عودة السياحة ليست بالأكيدة الان في ظل عدم التواصل إلى مصل أو علاج فعال لهذا الوباء الفيروسي. عموما فإن الأزمة الاقتصادية سواء التي تواجه تركيا أو العالم ستغير من صورة التعاطي الاستراتيجي والسياسات التي تنتهجها الكثير من الدول والجهات ، الأمر الذي بات ظاهرا الآن بوضوح مع قراءة منظومة هذه العلاقات بين حماس وتركيا تحديدا.