نواجه في وقت يهرب فيه الجميع.. قصة مراقب صحي وظيفته العثور على مصابي كورونا (صور)
يخرج إسلام يوميا من المنزل، يقبل أبناءه ويشد على يد زوجته، يرتدي ملابسه بشكل تقليدي كأي رجل من المصريين ينزل لعمله في الصباح، طوال الطريق يتبدل الرجل الطبيعي ويصبح الشخص الذي عليه أن يواجه فيروس كورونا وحيدا في العالم في الوقت الذي يهرب منه الجميع.
يقول إسلام لـ”القاهرة 24″، إنه يشعر أنه تبدل تماماً ما أن تطأ قدمه المطار، ملابسه العادية تتبدل تفكيره يتبدل، القبلات التي طبعها على جبيني أبناءه يصبح محلها رائحة الكلور والمطهر التي تملأ فمه، يده التي ضدت على يد زوجته، تشد على واقي الوجه وملابس الوقاية اللازمة كي لا تنقلت وينفلت معها كل شيء، ومع هذا كان لزاما عليه المواجهة.
الطاقم الطبي بمستشفى عزل أبو خليفة لـ”رجاء الجداوي” يكشف حقيقة وفاتها
3 شهور منذ بداية قرار الحكومة المصرية حظر الطيران، تشديد الإجراءات واعتبار المطار الحصن الأول لمنع دخول كوفيد-19 إلى البلاد، لكن مع ذلك بقى إسلام كبير المراقبين الصحيين في مطار القاهرة على خط المواجهة سلاحه الأمل في أن لا يصيب أبناءه الوباء، وأن يعود لهم في اليوم التالي لكن يشعرهم بالاطمئنان أنه يمكن المواجهة.
يفتح إسلام، التلفاز مؤخرا، ياتي قرار الحكومة بفك إجراءات الحظر الشديدة، يأمل في أن تعاود أذنه أصوات الطائرات التي لا تتوقف من جديد، ومع إلغاء الحجر، خرجت مبادرة جديدة كان من قياديها تتمثل في أن يصعد كطبيب وحيد على الطائرة المسافرة لعودة المواطنين العالقين الباقين ويشرف على عمليات التطهير والتوقيع على العزل المنزلي، وفي كل ذلك يقول إسلام :”ما أن يطلب منك المواجهة فإنك تواجه لتحمي أبناءك وأن تحلم بانك تستطيع في أن تقبل جبينهم من جديد”.