الشيخ الشعراوي الذي احترم الفن والفنان

لم يكن كغيره شيخ من مشايخنا الذي يلزم المسجد أو يظهر في البرامج الدينية سواء في التليفزيون أو الإذاعة ليقدم الحكمة و الموعظة الحسنه

ولكنه تخطي كل هذا بكثير فأصبح بأسلوبه السهل البسيط و علمه الوفير و عطائه الذي لا ينقطع حتي يومنا هذا و إحساسه بالمذنب قبل المطيع أصبح هذا العالم الجليل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي هو الأقرب و المحبب لقلوب جموع المسلمين شرقاً و غرباً كبيراً و صغيرا علي مختلف الأعمار و الأجناس و الشخصيات و المهن ولا سيما الفنانين والفنانات الذين أحبوا هذا الرجل الفاضل ففي كلامه راحة نفسية و طمأنينة للنفس الحائرة خاصةً مع جموع الفنانين الذين يملكون أحاسيس مرهفة

فقد كان هذا العالم الجليل ملاذ لكل فنان حائر يريد أن يعرف كل شىء عن دينه و دنياه ولم يبخل هذا العالم الجليل بعلمه عن أي فنان أو فنانه

شادية

ذهبت إليه وهي حائرة بين أن تكتفي فقط بالغناء الديني أو أنها تعتزل الفن و تتفرغ للعبادة فقال لها { أنسي شادية المغنية}

تحية كاريوكا

عندما رفضت أن يرفع محاميها قضية علي طليقها فايز حلاوة لإخراجه من شقتها الذي إستولي عليها هو و زوجته الجديدة و إبنته وقالت كاريوكا بلاش أبهدله عشان خاطر بنته المسامح كريم وكانت قد إحتكمت للشيخ الشعراوي الذي قال لها { أنا غيران منك ياتحية بسبب إللي إنتي عملتيه ده } وفي نهاية حياتها تكفلت بطفلة يتيمة بعد أن إستشارت الشيخ الشعراوي وسماها ” ” عطية الله ”

حسن يوسف

قال له الشيخ الشعراوي زي ما علمت الشباب إزاي تتشاقي علم الناس دلوقتي إزاي تحب دينها و تعمل لآخرتها

سهير البابلي

عندما ذهبت إليها بعد الحجاب قال لها {إنتي أحسن مني لأنك تركتي المال و الشهرة عشان خاطر ربنا لكن أنا طلعت لقيت نفسي مع ربنا متركتش حاجه عشانه}

نورا

دعتها السيدة ياسمين الخيام لدرس في مسجد الحصري وهناك قابلت الشيخ الشعراوي وقبلت يده قائلة { إدعيلي يامولانا} وقد دعا لها أمام كل الجمع بأسمها

شهيرة

وقالت الفنانة شهيرة “الشيخ الشعراوى قال لي ربنا بيحبنى ” ولن أفصح عما قاله لى بالتفصيل لعدم وجوده حتى لا يشكك فيه البعض، لكن أستطيع أن أقول إنه كان يمنحنى طاقة روحية كبيرة”

مريم فخر الدين

أتصل بها هاتفياً وقال لها { سمعت أنك عايزة تتعلمي الصلاة ياست مريم وأنت عندك خمسين سنه } وبالفعل علمها الصلاة و الوضوء و أرسل إليها كتب تقرأها لتتعلم منها أصول الدين

حسن عابدين

عندما زار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم قال له أحد رجال الأمن هناك “أمشي من هنا ياممثل” بكي حسن عابدين بسبب هذا الكلام وذهب إلى الشيخ الشعراوي وشرح له الأمر وقال له عليك بالالتزام في العمل الفني الذي تقدمه

شمس البارودي

ذهبت إليه مرة واحدة وبمجرد أن رأيته قال لها { ادعيلي يا شمس يابنتي } فقالت له ” إحنا إللي محتاجين دعواتك” فرد { ادعي لي يا بنتي أنتي ما تعرفيش قيمة التائبين عند الله }

ولم يكن فضيلة الشيخ الشعراوي ضد الفن أو الفنان فقد كان حريصاً على يكون الفن فيه قيم و مبادىء ترسخ مفاهيم الدين الإسلامي وكان كل من يذهب إليه يقنعه بالالتزام في العمل الفني وقد ذهب إليه العديد من جموع الفنانين والفنانات وكانوا يلتفوا حوله

ولك أن تتخيل عزيزي القارىء أن فضيلة الشيخ الشعراوي قد حضر عرض مسرحية { دماء علي ستار الكعبة } لسميحة أيوب و يوسف شعبان و أثني علي ما يقدموه من العرض المسرحي وإن كانت له بعد التحفظات

فلم يقل يوماً أن الفن حرام بل كانت جملته الشهيرة {كل ما هو حلال في الواقع حلال في التمثيل وكل ما هو حرام في الواقع حرام في التمثيل}

وقد عقد بنفسه عقد قران إبن الفنان حمدي أحمد وكان يحب أن يسمع أم كلثوم في أغنية ولد الهدي و سلوا قلبي وكان رحمه الله يشاهد بعض الأعمال الفنية كما قالت الفنانة سهير البابلي حين رآها نادي لها مزاحا “سوكيننا” إسمها في مسرحية { ريا وسكينه} فكان رحمه الله قريب من كل طوائف المجتمع يهتم بكل الناس خاصةً من جاءه حائراً بين الحلال والحرام يحاول أن يدله علي الصواب والطريق المستقيم

وفي ذكري رحيله ١٧ يونيو ١٩٩٨ بكي عليه جموع المسلمين شرقاً و غرباً حتي إخوننا الأقباط الذي محبا لهم و محبين له فقد ملء حياته بالحب والعطاء وكان عنواناً مضيئاً و رمزاً راقي مستنير للدين الإسلامي الحنيف

رحمه الله و غفر له و أسكنه الفردوس الأعلى من الجنة