كرَم الله لن يفوتني.. قصة مسعفَين مع الأمانة ولو كانت ذهبًا في حادث بحلوان (صور)
بعمر الخمسين عاما، ليس بإمكانك شيء إلا أن توزع الابتسامة على أبنائك عند العودة، تحتنضهم ليشعروا بالدفء بالحب الذي غالبا يفتقده كثيرون في ظل الظروف الحياتية الصعبة التي نمر بها، هذه هي حياة عبد الستار أبو خليف سائق الإسعاف الذي يعمل بكد يوميا، فيحمد الله على تخرج ابنه الأكبر محمود من الجامعة، في الوقت الذي يستكمل مسؤوليته تجاه بنتيه في مراحلهما التعليمية المختلفة.
عصام عبد الله وعبد الستار أبو خليف، وسط ما يتعرضان له من صعوبات في الحياة، عدم إقرار بدل المهن الطبية الذي كانا يعولان على أن يضيف شيئا لمرتبهما الزهيد في هيئة الإسعاف، لكنهما شكلا البطولة هذا الأسبوع، وذلك بعد تسليمهما حوالي 6 كيو ذهب ومبلغ يصل إلى 10 آلاف جنيه، عثرا عليها أثناء تأدية العمل اليومي.
أبطال في الخفاء.. رجال الإسعاف المصابين بكورونا: “سنعود لعملنا فور التعافي” (صور)
يقول عبد الستار إن الحادث بدأ صباحا، بلاغ في وحدة إسعاف أطفيح بوجود حادث سير بالقرب من طريق الكريمات في حلوان، على الفور قاد وزميله عصام سيارة الإسعاف ليقوما بتنفيذ ما يجيدانه طوال السنوات الماضية، إنقاذ إنسان، ومع الوصول وبعد إنقاذ المريض الذي كان وحيدا في السيارة ويبلغ من العمر 55 عاما، وجدا المفاجأة.
الكرم من الله، ومن ثم لا ننتظر تكريما من أحد بعده، بمجرد أن وجدنا الكيس الممتلئ بالذهب لم نفكر في شيء سوى تسليمه، تمر علينا كثير من هذه المواقف، لكن الرزق الحلال الذي يكسبك الدفء عند احتضان أبنائك ليلا ربما أغلى وأثمن من أموال العالم لو كان فيها شيء من حرام، وبالتالي سلمنا كافة الأشياء المعثور عليها، هكذا صرح عصام سائق الإسعاف الأمين.
هل وصل الكرم من الله فعلا؟.. يضحك عبد الستار ويقول بالتأكيد وصل وجدناه في ابتسامة الأبناء، صورنا التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، الدعوات التي احتوتنا بالبركة، نظرات الجميع بأنك على قدر الأمانة بانه يمكن أن يترك لك شيئا دون أن تنظر إليه، كل ذلك يؤدي إلى معنى واحد “القناعة كنز لا يفنى”.