دوائر بحثية تؤكد: انفجارات مرفأ بيروت خلقت تصدعا مع الشارع اللبناني الثائر
هل أصبح طموح الدوائر السياسية اللبنانية الثائرة نتيجة لتردي الأوضاع في لبنان، سببا للتصادم مع بعض من جماعات المقاومة الموجودة في البلاد؟.
سؤال بات حقيقة ومهما خاصة عقب تواصل تداعيات الغضب في الشارع اللبناني، وهي التداعيات التي لم تهدأ خاصة منذ تفجيرات مرفأ بيروت حتى الآن، وفي هذا الإطار رصد بعض من التقارير الصحفية والدوائر البحثية مطالب بعض من الشباب اللبناني الثائر التصدي لأي مخططات إقليمية باعتبار أنها تؤثر سلبا على الأوضاع في لبنان.
وأشارت صحيفة الغارديان في تقرير لها إلى دقة هذه النقطة، مشيرة إلى الجهود التي يقوم بها عدد من القيادات الفلسطينية والتي تقابلها الكثير من التساؤلات بشأن تأثيرها على الأوضاع في لبنان، والجدوى من استمرار هذا النشاط حتى الآن.
اللافت أن التليفزيون البريطاني تناول مؤخرا وبالتحليل تفاصيل هذا التقرير، مشيرا وعبر من وصفهم بجهات مسؤولة إلى رصد بعض من الأنشطة التي يقوم بها كل من القيادي أيمن شناعة، وهو مسؤول حركة حماس في مدينة صيدا، بالإضافة إلى القيادي جهاد طه أيضا، والذي يشغل نائب المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان.
ونبه التقرير إلى أن شناعة انتقد خروج البعض من المظاهرات اللبنانية عن الخط الوطني لدعم المقاومة، وهو أمر أثار الكثير من الانتقادات خاصة بين الثوار المتحمسين الراغبين في التجديد والقضاء على أي عراقيل من الممكن أن تواجه الدويلة بالنهاية.
وقال التليفزيون أيضا إن شناعة، الذي يعد رجل حركة حماس الأبرز في صيدا، زعم بأن بعضًا من المظاهرات الغاضبة التي تخرج من بيروت منذ تفجيرات المرفأ ليست إلا تظاهرات تتم بصورة منظمة لبعض من الحركات السياسية المتعددة، ولا تمثل احتجاجا وطنيا مخلصا، بحسب تصريحاته.
وأوضح التقرير أن شناعة وصف هذه التظاهرات بأنها تخدم مصالح الدول الأجنبية وليس مصالح لبنان الذي يحتاج إلى هدوئه واستقراره الآن.
جدير بالذكر أن تصريحات شناعة أثارت غضب بعض من الثوار، خاصة إن وضعنا في الاعتبار مكانته السياسية في حركة حماس، فضلا عن أن كافة اللقاءات المهمة والحساسة التي تعقدها حركة حماس في لبنان يحضر بها، وهو ما يعني أن هذه التصريحات تمثل بعدا رسميا ومسؤولا في الحركة، التي يبدو أنها ضد المظاهرات والتحرك الشعبي اللبناني الحاصل في الشارع الآن.
اللافت أن الانتقادات والاهتمام لم يتوقفا فقط عند شناعة، ولكنهما امتدا بدورهما أيضا إلى القيادي في الحركة جهاد طه، والذي نبهت بعض من التقارير إلى أن طه يدعم حزب الله بعد الاحتجاجات الشعبية الحالية والدعوات إلى تفكيك سلاح الحركة، مشيرا إلى إن حزب الله جزء لا يتجزأ من لبنان وجزء مركزي في حركة المقاومة، ولهذا من المهم أن نحفظه وندافع عنه.
اللافت أن بعضًا من التقارير الصحفية أشارت إلى أن طه أشار إلى أن الانفجار في الميناء حادث مؤسف، موضحا في ذات الوقت أن الحوادث تتواصل مع انشغال المواطنين بالأنشطة العسكرية أو الأمنية الحساسة، قائلا إن كل من يدعو إلى تفكيك حزب الله من سلاحه يخدم المصالح الغربية.
جدير بالذكر أن طه قال في تصريح إعلامي، إن حركة حماس والقوى الفلسطينية كافة، سخرت إمكاناتها الطبية والإنسانية والإغاثية في خدمة المصابين والمشردين من أبناء الشعب اللبناني الشقيق وبذلت جهودًا للتخفيف من معاناة أهلنا في لبنان، وهي تنبع من واجبها الشرعي والوطني والأخوي، وستستمر جنبًا إلى جنب مع القوى والمؤسسات اللبنانية الإغاثية والاجتماعية والطبية كافة في معالجة القضايا الإنسانية.