فندق ونتر بالاس بالأقصر.. 117 عامًا من التاريخ والعراقة (صور)
تحفظ بعض الأماكن بين جنباتها التاريخ، لتكون شاهدة على العصر، منها قصر الشتاء في الأقصر، أحد أشهر وأفخم الأماكن التي تكتنفها مدينة الشمس، ليس فقط جزء من ماضي وحاضر مصر، بل يمثل معلمًا يحمل في طياته سمات الذاكرة منذ 117 عامًا، وهو مبنى شامخًا على بعد خطوات من معبد المدينة، ليحتفظ بذات ألوانه وجماله منذ تأسيسه وحتى اليوم.
الناظر للقصر يشعر للوهلة الأولى أنه يشاهد قطعة أثرية أوروبية، فطراز التشييد الذي بني عليه قصر الشتاء، هو الطراز الفيكتوري حيث الفخامة في التصميم، والنوافذ العريضة والتماثيل التي تزينه، وكذا التحف الفنية المرصعة بالمعادن المختلفة التي تملأ أرجاءه. بداية إنشائه كان ليكون مشتى للعائلة المالكة بمصر، ومكانا للاستجمام لطبقة النبلاء، لكن بدأ بعد ذلك في استقبال الزوار والسائحين، حيث يضم 6 أجنحة و86 غرفة وكان للملك فارق به جناح خاص.
وشيد قصر الشتاء أو ونتر بالاس كما هو متعارف عليه بين أبناء الأقصر في بداية القرن الماضي وتحديدا عام 1903، بمعرفة المهندس الإنجليزي جاي كروز، ونال شهرة عالمية في العقد الثاني من القرن الماضي.
يقول الدكتور عبد الجواد عبد الفتاح، المدير الأسبق لآثار الأقصر الإسلامية والقبطية؛ إن القصر كان شاهدًا على الأحداث التي شهدتها الأقصر عام 1922 حيث اكتشاف مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون، وذاع صيت هوارد كارتر مكتشف المقبرة، لكن قبل هذا التاريخ شهد القصر وجود كارتر أمام بواباته ليبيع لوحاته المرسومة إلى الأفواج السياحية أو يعرض مرافقة الفوج كمرشدا سياحيا لهم.
هدايا بطعم كورونا.. بابا نويل يفاجئ المارة في شوارع الأقصر بـ"كمامات ومعقمات" (صور)
ويضيف "لا أظن أن كارتر خلال وقوفه أمام بوابة الفندق لبيع الرسومات، كان يخيل إليه أن نفس الفندق سيشهد بعد مرور 15 عامًا، ذياع صيت كارتر في حدث عالمي تلتف حوله كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، في إشارة منه لحدث اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عشرينات القرن الماضي، وهو الحدث الذي أصبح تباعًا يمثل العيد القومي لمحافظة الأقصر".
ويوضح عبد الفتاح؛ أن إحدى أشهر الزيارات التي شهدها القصر كانت لهنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، ففي أعقاب حرب أكتوبر عام 1973، اجتمع كيسنجر بالرئيس الراحل محمد أنور السادات ووزراء مصريين، بشأن البدايات الخاصة باتفاقية السلام والتي تمت بالونتر بالاس".