متى بشاي: زيادة تكاليف الشحن رَفعت أسعار الفول المستورد والعدس والسلع الغذائية 20% (حوار)
يبدو أن أزمة فيروس كورونا المستجد، لم تنتهِ من إحداث مزيد من المفاجآت لقطاع التجارة والسلاسل التجارية العالمية، فبعد أن أدت الأزمة لتدهور التجارة بين الدول خلال مطلع العام الماضي 2020، حدثت مشاكل عديدة في قطاع الشحن والاستيراد والتصدر، وظل الوضع متفاقمًا ورفع أسعار شحن البضائع على مدى العام، إلا إن الأزمة أدت لقفزة مفاجئة في أسعار الشحن خلال شهر يناير الجاري 2020، لتقود معها ارتفاعًا جديدا في كافة أسعار السلع المستوردة، خاصة وأن مصر تستورد نحو 70% من احتياجات السوق المحلي.
وللاطلاع على التفاصيل الكاملة لأزمة ارتفاع أسعار السلع المستوردة في مصر، خلال الشهر الجاري، أجرى "القاهرة 24"، حوارًا مع رئيس لجنة التموين والتجارة الداخلية، بالشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، فإلى نص الحوار:
*ما هي أبرز أسباب ارتفاع أسعار الشحن خلال الشهر الحالي؟
-ارتفاع أسعار شحن البضائع كما علمنا بسبب أزمة كورونا وارتفاع الإصابات عالميا، لذا اتجهت الدول في آسيا مثل الصين والهند وباكستان وكافة الدول التي تستورد منها مصر، لزيادة أسعار الشحن، كما أن هناك أسبابًا أخرى أن الجمارك في مصر تؤخر البضائع والحاويات لأوقات طويلة عن باقي الدول نتيجة حالة البيروقراطية والإجراءات الصعبة التي تتطلبها الجمارك للإفراج عن البضائع، لذا اتجهت الشركات الأجنبية التي تستورد مصر منها، زيادة تكلفة الشحن من 2000 دولار لنحو 10 آلاف إلى 15 دولار، على الحاويات حسب البضائع التي يتم استيرادها، وهذا من شأنه أن يؤثر بنسبة كبيرة على بيع السلع، فإذا كنا بالأمس نبيع سلعة بـ40 جنيها، فإننا سنبيعها اليوم بـ55-60 جنيها مع الزيادة الجديدة.
إعفاء من الرسوم الجمركية.. مزايا الاتفاقية التجارية الجديدة بين مصر وبريطانيا
*ما هي أبرز السلع التي تعرضت لزيادات على الأسعار؟
-كافة السلع التي تستوردها مصر تعرضت لزيادة على السعر، فمصر تستورد سلع غذائية وسلع وسيطة للإنتاج ونستورد كذلك معدات وآلات ومكونات لصناعة السيارات، فعلى سبيل المثال نستورد الفول والعدس وياميش رمضان، ومواد السباكة مثل الحنفيات والمواسير وآلات التركيب بنسبة 20% على أقل تقدير، أوسعار خامات المواسير ارتفعت بنسبة 40%، وارتفعت أسعار البلاستيكات والسيفون ذات المنشأ الأوروبي بنسبة 15%، والنحاس المنشأ الصيني والأوروبي ارتفع أيضا بنسبة 15%، وارتفعت أطقم الخلاطات المستوردة بنسبة 15-20%، وارتفاع سعر الحديد من 450 دولارًا لـ650 دولارًا.
*لماذا يؤثر تأخر الحاويات على سعر السلع المتسوردة؟
-احتياج شركات الشحن لإنهاء بضائع العام، يؤدي لمطالتهم بالحاويات الموجودة في الجمارك، فيطلبون تكاليف إضافية، وأيضا الحاويات التي تتقادم في الجمارك تكلف الشركة الموردة، ناهيك عن تعطل سفن الحاويات في الطريق نتيجة وجود حالات للإصابة بكورونا، فمنذ أيام كان هناك حاوية قادمة من نواحي أوروبا فوجئنا أنها تخطر الجمارك أنها ستتأخر في مالطة نتيجة وجود 15 حالة إصابة بكورونا، ثم يتأثر بقية الطاقم وترتفع الحالات خلال المدة حتى تصل مصر، مما يؤثر بدورة على العملية التجارية والتكاليف.
*هل سيضطر المستوردون زيادة الصناعة المحلية في مصر وضخها في السوق الداخلي؟
-لا يوجد دولة في العالم تستطيع الاستغناء عن المستوردين، حتى وإن كانت هذه الدولة تصنع كل شئ حتى الهواء الذي يتم استنشاقة، فالصين تستورد بمليارات الدولارات سنويا، والولايات المتحدة الأمريكية أكبر اقتصاد في العالم تستورد من كل مكان وتستورد من مصر، وروسيا تتسورد والهند تستورد، لذا فإن هناك حاجة دائمة للمستوردين.
*إذا هل يستفيد المستوردون من الصناعة المحلية؟
-الصناعة المحلية ستفيدنا بنسبة كبيرة، فكبار التجار ستوفر عليهم الدولة تكاليف الشحن والجمارك والعمليات الوسيطة للحصول على البضاعة، فبدلًا من أن تستغرق حاوية شحن معدات وآلات وأجهزة إلكترونية 6 أشهر حتى تصل مصر، وتكلف التاجر آلاف الدولارات والحسابات، بمكالمة واحدة أستطيع طلب ما أريد من المصنع المحلي في مصر، وهذا بالفعل سيخفف عن المواطن والتاجر، فكل المستوردين يضارون من الجمارك، وأيضا لا يوجد أحد يريد أن يستورد بضاعة لها بديل في السوق المحلي، إلا إذا كان شخصا لديه ملايين الجنيهات يريد إهدارها هباءً، أو تاجر معروف أنه يستورد بضاعة معينة منذ عشرات السنين ولها طلب محلي.