قصة خائن 4.. كيف دفعت جماهير ريال مدريد إنريكي لخيانة الفريق؟
قصص الخيانة داخل ملاعب كرة القدم، دائما ما يكون لها أسباب عديدة ومختلفة، ما بين أسباب مادية أو نفسية أو خلافات، ولكن أيضا أحيانا يكون الجمهور هو من يدفع اللاعب إلى خيانة ناديه.
وسيكون الحديث اليوم من سلسلة "قصة خائن" عن قصة خيانة الإسباني لويس إنريكي نجم نادي ريال مدريد وبرشلونة السابق، والأسباب التي دفعته لذلك الأمر.
تألق لفت أنظار ريال مدريد
بدأ إنريكي مسيرته الكروية مع نادي سبورتنج خيخون في عام 1989، وتألق بشكل واضح مع الفريق، ولكنه لم يستمر طويلا ليقرر ريال مدريد ضمه في عام 1991، وكان وقتها بعمر 20 عامًا.
واستمر إنريكي مع ريال مدريد منذ عام 1991 حتى 1996، ولعب مع الفريق خلال كل تلك الفترة في مختلف المراكز تقريبًا، ولكن كان أكثرها المراكز الدفاعية، وكان هناك أزمة كبرى تواجهه وهي أنه لم يكن يعلم كيف يكسب حب جماهير الملكي ويكون لاعبهم المفضل، رغم كل ما فعله.
وبدأ الأمر يكون ظاهرًا بالنسبة إلى لويس، فبالرغم من موافقته على اللعب في أي مركز يوظفه به الجهاز الفني، وتقبيله لشعار ريال مدريد عند إحرازه لأي هدف وخاصة في مرمى الغريم التقليدي برشلونة، ولكن كل ذلك لم يحقق له ما يتمناه ولاحظ أن جماهير الفريق غير مهتمة بذلك.
وبدأ الأمر يزداد سوءًا بعدما أصبح يجلس كثيرًا على دكة البدلاء، ليخرج بتصريحات صحفية يؤكد غضبه من عدم دعم الجماهير له وجلوسه احتياطيًّا لوقت طويل، مؤكدًا أنه سيتحدث مع وكيل أعماله ليجلب له عرضًا جديدًا، وذلك كان في آخر مواسمه مع الميرينجي.
غضب دفعه للخيانة
وبعدما خاض مع ريال مدريد 202 مباراة بمختلف المسابقات سجل خلالها 16 هدفًا وحصد 3 بطولات، تسبب غضب إنريكي الشديد مما يتعرض له في الفريق، باتخاذه قرار الانضمام إلى صفوف برشلونة في عام 1996 في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع الفريق الأبيض.
ومن هنا بدأ فصل جديد في قصة إنريكي، والسبب أنه بدأ الاعتماد عليه في مراكز هجومية أكثر مع البارسا مثل الجناح وصانع الألعاب ليبدأ في تسجيل الأهداف بشكل أكبر مما كان عليه في ريال مدريد، وبهذا كسب حب جماهير برشلونة بشكل كبير وبدأوا يهتفوا له ووجد ما كان يحلم به.
ولكن لم يكتفِ إنريكي بهذا الأمر، بل كان يبحث عن كسب حب جماهير برشلونة بشكل أكبر، فقرر أن يهاجم جماهير ريال مدريد بتصريحات مثيرة في كل مباراة تجمع الفريقين، بل وقام باستفزازهم باحتفاله في مباريات الكلاسيكو بالاحتفالات التي يقوم بها أو تقبيله شعار البارسا أو مشاداته مع لاعبي الملكي.
تبرير الخيانة وتصريحات استفزازية
ومن أبرز تصريحات إنريكي التي استفز بها جماهير ريال مدريد: "فترة وجودي في ريال مدريد أعتبرها مثل الفترة الإعدادية للموسم، إنها حضرتني حتى أكون جاهز لبرشلونة، أكثر ما يثلج صدري هو أن أسمع صيحات الاستهجان تصدح في سانتياجو برنابيو حينما أزوركم كلاعب لبرشلونة، لا أهتم بما يظنه هؤلاء القوم".
أما عن سبب رحيله عن ريال مدريد وبرشلونة قال لويس: "لا أملك ذكريات جيدة من وقت تواجدي في ريال مدريد، أرى نفسي في الصحف والتلفاز، لم أتعرف على نفسي في قميص ريال مدريد الأبيض، أشعر بالغرابة في اللون الأبيض، أظن أن الأزرق والأحمر يلائمني أكثر، لطالما كنت مشجعا للبارسا بعد خيخون".
وفي النهاية وبعدما خاض إنريكي 301 مباراة مع برشلونة بمختلف المسابقات سجل خلالهم 109 هدف وحصد 7 بطولات، أعلن اعتزاله لعب كرة القدم في عام 2004 مع البارسا، ليتجه إلى عالم التدريب وتولى القيادة الفنية للعديد من كبار أوروبا مثل روما وناديه القديم برشلونة، وسيلتا فيجو والآن يتواجد مع منتخب إسبانيا الأول، وحقق العديد من الإنجازات كمدرب مثل التي حققها كلاعب، ولكن ستظل الكراهية التي بناها بينه وبين جماهير ريال مدريد قائمة مهما مرت عليها سنوات، وستظل ذكراها مع النادي فقط كخائن له.