أهل الخير بالعاشر من رمضان.. حكاية شباب ينظمون قوافل طبية ويُفطرون الصائمين دون مقابل
"مثَلُ أُمَّتي مثَلُ المطَرِ؛ لا يُدْرَى أوَّلُه خيرٌ أمْ آخِرُه".. حديث شريف عن رسول الله ﷺ قبل نحو 14 قرنًا من الزمان، والدلالة والغاية الكبرى منه أن الخير لا ينقطع حتى قيام الساعة، وهو ما برهنَّ عليه عدد من شباب مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، بعدما كونوا مجموعة فيما بينهم هدفها الأوحد عمل الخير مهما كانت طرقاته وصعابه، دون التطرق إلى مصلحة أو غاية تُدرك من ذلك.
تعود بداية "المجموعة" التي تضُم نحو 35 شابًا وفتاة، إلى سبعة أشهر مضت، كانت نواتها آنذاك عدد قليل من المجموعة، وبدأت الجهود تؤتي ثمارها بتنظيم أول قافلة طبية، في عادة خيرية شهرية استمرت حتى الآن، وتضُم عددًا من التخصصات الطبية، على أن يتم توقيع الكشف على المرضى وتقديم العلاج بالمجان.
إلى جانب القوافل الطبية، وفور حلول شهر رمضان برحماته وحُب الخير فيه، اتفق الجميع على تجميع مبالغ مالية، كلًا بما يستطيع توفيره من أهله وأصدقاؤه ومعارفه، على أن يتم استغلال تلك الأموال في شراء وتجهيز وتوزيع وجبات ساخنة على الصائمين والأسر المحتاجة، جنبًا إلى جنب مع إعداد وتوزيع شنط تحتوي على السلع والمواد الغذائية اللازمة خلال الشهر الفضيل "شنط رمضان".
وقبل ساعات، انتقلت عدسة "القاهرة 24" إلى مدخل مدينة العاشر من رمضان، حيث وزعَّ الشباب نحو 1200 عبوة بسيطة على المسافرين بطريق "مصر – إسماعيلية" الصحراوي، من المسافرين عبر الطريق في الاتجاهين، حيث تحتوي كل واحدةٍ منها على زجاجة مياه وعبوة عصير مُعلب وبضع تمرات، في مبادرة لاقت صدى واسع من جانب المسافرين وأهل المدينة وزوارها.
يقول أنس الشوادفي، أحد الشباب المشاركين في المبادرة والتوزيع، إنه وباقي شباب المبادرة اعتادوا عمل الخير دون انتظار دعم من أحد، سواء حزب أو منظمة أو مؤسسة، منوهًا لـ"القاهرة 24" بأن جميع الشباب المشاركين أغلبهم طلاب وشباب في مقتبل العمر، إلا أن الرابط بينهم جميعًا جب الخير وفعله.
وأوضح أنس أن أعمال الخير التي يقومون بها تتنوع بين تنظيم قوافل طبية وتوفير وجبات ساخنة وسلع غذائية للأسر الأكثر احتياجًا داخل نطاق المدينة.
في السياق ذاته، أشار شعبان حسني، أحد الشباب المشاركين، إلى أن ما يفعلونه بمثابة مساندة ودعم قدر ما يستطيعون خلال الأزمة التي تمر بها البلاد جراء انتشار وتفشي وباء كورونا.
وأكد شعبان أن سعادتهم لا توصف بإبراز ما يقومون به عبر منصات "القاهرة 24"، مشيرًا إلى أن القوافل الطبية التي ينظمونها بلغت حتى الآن 6 قوافل، وتم توفير العلاج والكشف خلالها جميعًا بالمجان، قبل أن يشير إلى أن مبادرتهم ومجموعتهم هدفها مساعدة الناس وتقديم الخير فقط دون دعم سياسي أو تنظيمي من أي جهة.