تواضع في اللقاء الأول ولحظات فارقة في الرحيل.. أبرز مواقف جمعت شريف عرفة ووحيد حامد
صداقة حقيقية ومواقف قوية جمعت بين قطبي الوسط الفني، المخرج شريف عرفة و"الفلاح الفصيح" وحيد حامد، جعلتهما مثالًا للصداقة القوية، أعمال مميزة قدمها الثنائي مازالت خالدة في تاريخ السينما المصرية والعربية.
ويستعرض "القاهرة 24" أبرز ثلاثة مواقف جمعت الثنائي خلال مسيرتهما:
"اللقاء الأول"
بدأت الصداقة بلقاء جمع شريف عرفة في بداية مشواره الفني، وبين "الفلاح الفصيح" وحيد حامد الذي كان يُعد واحدًا من أهم رموز عالم الفن.
وتحدث شريف عرفة عن كواليس هذا اللقاء في أحد اللقاءات التلفزيونية له، كاشفًا تواضع الراحل وحُسن خلقه في استقبال المواهب الجديدة، حيث قال: "أول مرة أروحله قربت منه وأنا متردد، أنا لسه مخرج صغير وهو وحيد حامد، بقوله صباح الخير يا أستاذ وحيد، قالي متقولش يا أستاذ قولي يا وحيد، وساعتها مفهمتش ازاى هعمل كده ودلوقتي فهمت إنه كان عارف إنه هيكون ما بينا حياة طويلة وأفلام كتيره، وأهم الأعمال اللي عملتها في حياتي قدمتها معاه، له فضل كبير جدًا في تكويني وفي اسمي اللي أنا قاعد دلوقتي وبتكلم بيه".
في فيلم "الإرهاب والكباب"
وروى المخرج شريف عرفة موقفًا جمعه مع السيناريست وحيد حامد في فيلم "الإرهاب والكباب"، قائلًا: "لازم يكون في سبب للولد وللبنت اللي بينقلهم والدهم، والذي قامت بسببه كل مشكلات الفيلم، فأوجدت لهم سبببًا.. وهو إن ابنه مريض ويجب نقله لمدرسة قريبة، وبعد التصوير عودت للمنزل فشعرت بالقلق، فذهب لوحيد وأوضحت له ما حدث".
وأضاف: "قالي لاء مينفعش أنا عايز لو أى حد حتى لو معندوش سبب ضروري في طلبه من الدولة وهو قانوني إنها تنفذ له.. ما دام حقه وقانون، ووحيد كان دايما بيفكر في أعمال البني آدم المصري".
"اللقاء الأخير"
وكان المشهد الأخير الذي جمع وحيد حامد بشريف عرفة، حين قرر الأخير أن يكون حارسًا لسيارة الموتى، التي حملت نعش الراحل حتى لا يقترب منها أي شخص غريب ويردد جملة "يا جماعة محدش يقرب"، وبعدها بدأ يستعد لتحضير رفيق عمره للصلاة عليه، ثم كان من أول الحاضرين في المقابر لعمل كافة الإجراءات اللازمة وللاطمئنان أن كل شيء على ما يرام.
وشارك شريف نجل الراحل في تسليم الأمانة لصاحبها، في مشهد مؤثر أمام الجميع، خرج شريف عرفة من مقبرة وحيد حامد بعدما دفن جسده، وملابسه عليها أثار التراب، وبعدما رحل الجميع وقف شريف ناظرًا للمدفن عدة ثواني، ثم وقف بجانب نجله لتلقي العزاء وبعد ذهاب الجميع، ألقى المخرج النظرة الأخيرة على صديقه.
شريف عرفة ووحيد حامد قصة كفاح ونجاح بدأت من "اللعب مع الكِبار" الذي كان ميلاد تعاون بينهما في عدد من الأفلام وهي "الإرهاب والكباب"، "المنسي"، "طيور الظلام"، "النوم في العسل"، "اضحك الصورة تطلع حلوة".