الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قرأت لك كتاب "نظرات في فكر الإمام الأشعري" للإمام الطيب.. تعرف عليه‏

غلاف الكتاب
ثقافة
غلاف الكتاب
الجمعة 09/يوليو/2021 - 09:15 م

يعرض جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب العديد من الإصدارات المهمة، وأهمها الإصدارات التي عُنيت بفكر الإمام الأشعري، والتعريف بالعقيدة الأشعرية، والتي هي المذهب المعتمد في العقيدة عند الأزهر الشريف، وهي مذهب أهل السنة والجماعة، ومن تلك الإصدارات "نظرات في فكر الإمام الأشعري" لفضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، وكتاب "مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري" لابن فورك، وكتاب "هوامش على الاقتصاد في الاعتقاد" لحجة الإسلام الغزالي، وكتاب "هوامش على العقيدة النظامية" للإمام الجويني، وكتاب "الأربعين في أصول الدين" للأمام الرازي، وغيرهم من كتب التفسير والفقه.

ونحن بصدد الحديث عن إحدى تلك الكتب لنتعرف عليه عن قرب، وهو كتاب "نظرات في فكر الإمام الأشعري" للإمام أحمد الطيب، وقد ضمن هذا الكتاب مبحثين وهما بيان أصول نظرية العلم في فلسفة الأشعري الكلامية، والآخر عن أسس علم الجدل، ويقول الطيب في مقدمته إن الأمام الأشعري وهو يُقَعد لمبحثي العلم والجدل كان يرد بهما على أعتى التيارات العقلية والفلسفية في عصره، متمثلة في مدرسة أهل الاعتزال.

في فصل الكتاب الأول جاء بيان نظرية العلم عند الأشعري، وقصد الإمام الطيب بهذا توضيح النظرية وبيان قوتها، وذلك لأن معظم أهل العلم مثل الجويني والغزالي قد ردوا أدلة العقول عند الإمام وضعفوها، فأصبح الراسخ عند طالب العلم والباحث أنها ضعيفة وهينة.

وقد بين الطيب في بداية مبحثه، مصادر أصول نظرية العلم عند الأشعري، وبين فيه بأن المؤلفات الست التي وصلتنا هي لا تعبر تعبيرًا حقيقيًا عن فكر الأشعري ولا فلسفته، وأن ما فقد من كتبه التي بلغت المئتين كتاب، أهم وأعمق، وتطرق بعد ذلك لتعريف معنى العلم عند الأشعري وهو  "ما به يعلمُ العالمُ المعلومَ" وأوضح معنى ذلك حسب تعريف ابن فورك، أنه ما به يعلمُ العالمُ العلمْ، فهو لا يعلم بنفسه ولا بذاته، وإنما يعلمها بالعلمِ.

وانتقل بعد ذلك إلى مسألة تقسيم العلم عند الاشعري، وهما قسمين علم ضروريّ وعلم كسبيّ، والضروري ما يصدقه الإنسان اضطرارًا دون تفسير أو تعليل، والكسبيّ ما يُدرك بالنظر والاستدلال، ومصادر المعرفة عند الإمام ثلاثة وهما الحس، والنظر، والأخبار المتواترة.

وفي الفصل الثاني تحدث الإمام الطيب عن أسس علم الجدل، وتناول فيه، مصادر علم الجدل عند الاشعري، وخصائص علم الجدل عنده، وقواعد علم الجدل كما يعرضها الأشعري، والآداب التي يلتزم بها السائل والمجيب في طريقة الحوار، فأما المصادر فالاعتماد فيها في المقام على كتاب "مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري" لابن فورك، وتطرق في ذلك القسم أيضًا للحديث عن أقسام السؤال، وهما قسمان سؤال حجرٍ وهو السؤال الذي يحجر على المجيب أن يخرج في إجابته عن صيغة السؤال، بمعنى أن صيغة السؤال تفرض على المجيب اتجاهًا معينًا في الإجابة، والقسم الآخر سؤال التفويض، بمعنى أن يفوض أمر الإجابة للمجيب،كأن يقول له ما تقول في كذا؟ ويرى الأشعري أن سؤال الحجر هو ملزم للمجيب إذا كان السؤال حاصرًا، ولا يلزم المجيب الإجابة عن السؤال غير الحاصر، لأن القسمة العقلية إذا كانت غير حاصرة، كان احتمال الأقسام الأخرى، التي لم تنحصر في السؤال.

وقد أورد الطيب مناظرتين ضرب بهما الإمام الأشعري المثل في إجراء العلة وتصحيحها، الأولى اختار فيها الملحد مذهب "قدم العالم" ووجه الدلالة عنده أنه لم يشهد جسمًا يخرج من العدم المحض، واختتم الطيب كتابه بآداب الجدل والتي قال عنها أنها لا تقل في الأهمية عن قواعد المناظرة نفسها، ومن تلك الآداب أنه يجب على المناظر أن لا يفرط في رفع صوته، وأن يكون وادعًا وساكنًا، ويجب عليه إن شعر بالخوف التزام الصمت، وعدم الاستخفاف بأي خصم، وعليه انتظار السائل حتى ينهي سؤاله بالكامل، وإن رأى المناظر كلام الخصم صحيح عليه أن يسلم لذلك الأمر.

فهرس الكتاب
فهرس الكتاب
من داخل الكتاب
من داخل الكتاب
من داخل الكتاب
تابع مواقعنا