الأربعاء 25 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"المقرأة".. قراءة في معلقة امرئ القيس قِفا نبكِ.. تعرف عليها

لوحة تخيلية لامرئ
ثقافة
لوحة تخيلية لامرئ القيس
الإثنين 12/يوليو/2021 - 08:34 ص

نقدم لكم اليوم قراءة في القصيدة الأشهر، أم القصائد العربية، أجود ما كتبه الملك الضليل، ملك كندة وأشهر رجالها، امرئ القيس، وهي معلقته الخالدة "قفا نبكِ" سنقرأ معكم الفقرة الأولى منها الخاصة ببكائه على الطلل، طلل الأحبة وأيام السرور.

 

 

يقول امرئ القيس:-

" قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ.. بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُول فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لمْ يَعْفُ رَسْمُها..  لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ"

بدأ بقفا، وهو بمثابة أمر لصاحبيه بالوقوف عندما مر بطلل، كان يسكنه أحباءً له، ثم بكى وأخذ يحفزهم على البكاء والحزن، وهنا أمام الطلل أخذ يسترجع ما كان له من أحبة وذكريات معهم، والذكرى على حلاوتها تحرق قلبه، وتُغري أدمعه على الجريان، ثم أخذ يذكر أماكن جغرافية، سقط اللوى والدخول وحومل وتوضح والمقرأة، والأرجح أنه يصف مكان الطلل.

" تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَا.. وَقِيْعَانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ"

يريد أن يقول لك، أنظر إلى بعر الأرآم في جنبات المكان، كيف كثُر وجف وملئ المكان، وكأنه على كثرته هذه يشبه حب الفلفل المتناثر، والأرآم نوع من الظباء، لا يقيم في مكان إلا إذا كان ليس فيه بشرًا، وتلك دلالة على قدم الفترة بين هجر أهل الدار المكان وبين وقوف امرئ القيس.

" كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا.. لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ"

هنا يتذكر يوم الفراق، يوم أن بان الأحبة، تذكر صُبح يوم الرحيل، فهم تحملوا، وضعوا متاعهم فوق النوق، وأعدوا القافلة، وبدأوا مغادرة الحي، وهوّ امرئ القيس، يقف خلف الأشجار يبكِ عليهم، ودموعه المنهمرة كالذي شق الحنظل، فأثار ذلك دموعه فجرت دون إرادة منه.

" وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمُ.. يَقُوْلُوْنَ: لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ

وإِنَّ شِفائِيَ عَبْرَةٌ مُهْرَاقَةٌ.. فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ؟"

يخرج من حالة التذكر ودموعه ما زالت تجري، ومظاهر التعاسة تملؤه، ليجد أصحابه المرافقين له في رحلته، يناشدونه بالتماسك، وأن لا يهلك نفسه حزنًا، ليرد عليهم: دعوني أبكِ، لن يشفيني التماسك، وإنما الشفاء في دمعتي المنهمرة، ويسألهم، هل عند الرسوم، أي الطلل، أي البقايا، من شئ أعوّل عليه يمحو همي؟.

" كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَا.. وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ"

يذكره أصحابه، ببكائه قبل ذلك بقولهم كدأبك، والدأب أي العادة، كعادتك لما بكيت قبل ذلك على أم الحويرث، وجارتها أم الرباب!.

" فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً.. عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي"

هنا يقول ففاضت دموعي وجرت، شوقًا، على نحري والنحر هو موضع في الرقبة، وهو المكان الذي يكون أسفل الحلق، ومن كثرة تلك الدموع الجارية، بللت موضع السيف، الذي يحمل عليه، ويكون بداية من الكتف إلى عِند الخصر، للدلالة على اتصال جريان الدموع وكثرته.

 

تابع مواقعنا