الخميس 19 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قد يشاركونهم السلطة.. خبير يحلل موقف "الإخوان" من حركة طالبان بعد استيلاء الأخيرة على أفغانستان

أفراد حركة طالبان
دين وفتوى
أفراد حركة طالبان المسلحة
الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 03:43 ص

رغم اشتراك كل من جماعة الإخوان المسلمين، وحركة طالبان، في المعالم الظاهرية، والفكر المتشدد، إلا أن هناك نوع من الصراع الدائم بين الحركتين فيما يخص السلطة منذ البدايات، حيث تسعى كل من الفرقتين إلى تحصيل النفوذ السياسي بجانب نشاطها الخاص، فهل تستغل "الإخوان" سقوط الحكومة الأفغانية لخطف الحكم من "طالبان"؟
 

في إجابة على التساؤل السابق، يقول عمرو فاروق، الخبير والباحث في الشؤون السياسية للتيارات والحركات الإسلامية، إنه رغم المظلة الفكرية والأدبية التي تجمع كلا من الطرفين، وتصورات كل منهما حول مفهوم الدولة وحكمها، من اتباع أسلوب الخلافة دون غيره من أساليب السلطة، نشأ نوع من المنافسة الشرسة بين كلا من الحركتين منذ بداية عهدهما.
 

وأشار فاروق إلى أنه بعد إسقاط حكم طالبان عام 2001، بفعل القوات الأمريكية، تحالف الإخوان بشكل كبير جدًا مع أمريكا في تلك الفترة، بل ربما قبل ذلك، في نظير الحصول على أموال طائلة، وهو ما تحقق لهم بالفعل، حيث حصل قلب الدين حكمتيار، وهو أحد العناصر المؤثرة في الحركة الأخوانية،  على قرابة 40 مليون دولار في تلك الفترة.
 

وتابع الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، خلال حديث ل "القاهرة 24"، أنه في ظل تشكيل حكومة أفغانية أقرب إلى العلمانية، تحالف الإخوان معها وسيطروا على مفاصل الدولة، كما  أنهم نفذوا ذلك على أرض الواقع، عن طريق إنشاء بعض المؤسسات والتنظيمات المختلفة، منها التعليمية ومنها الإعلامية، حيث تسيطر الإخوان على معظم المؤسسات الإعلامية في الدولة.

الخبير عمرو فاروق 

وأضاف فاروق أن الإخوان ركزوا على تأسيس مجموعة كبيرة جدًا من المدارس والمؤسسات التعليمية، وهو ما منعته حركة طالبان فترة توليها الحكم، في محاولة منهم لإنشاء دولة موازية داخل أفغانستان.

ويرى فاروق أنه في ظل الأحداث الحالية، من تصدر حركة طالبان للمشهد مجددًا، ومع مخالفتها جميع التوقعات، بإسقاطها للحكومة الأفغانية، التي اعتقد الجميع أنها ستُبقي عليها كورقة للتفاوض مع الشرعية الدولية، أن طالبان ستبحث عن بديل يمثل دور المحلل السياسي أمام المجتمع الدولي، خاصة وأن الحركة ما زالت متمسكة بالمرجعية الدينية، رغم تقديمها كطرف سياسي، من خلال جلوسها مع واشنطن على مائدة  التفاوض في الدوحة.

 

 

ويعتقد الباحث في الشؤون السياسية للحركات الإسلامية أن المفاوضات التي سيتم استكمالها في الفترة القادمة في قطر أيضًا، هي التي ستحسم الأمور حول نظام الحكم الجديد في أفغانستان، مشيرًا إلى أن الإخوان من المتوقع مشاركتهم لحركة طالبان في الحكم بنسبة كبيرة.

 

وأرجع فاروق توقعه ذلك إلى أن تركيا وقطر وإيران هم جميعا أضلاع المثلث الداعم لجماعة الإخوان المسلمين وكافة الجماعات الأصولية، والتي منها طالبان أيضًا.

وأضاف عمرو فاروق أن حركة طالبان في النهاية هي مجرد جماعة مسلحة، وليسو رجال دولة، ما يعني أنهم يحتاجون إلى من يستطيع إدارة الدولة ليحكم معهم، سواء بسيطرة تامة أو شراكة، وليس أنسب لتلك المهمة من جماعة الإخوان في أفغانستان، نظرًا لمشاركتهم في نظام الحكم القديم، ودرايتهم بكيفية إدارة الدولة، حسب رؤية الخبير.

 

واختتم فاروق بالتوضيح أن الطرفين قد يتجاوزا الخلاف التاريخي فيما بينهما ويتشاركا الحكم، أو قد تجد جماعة الإخوان الفرصة في الانفراد بالحكم بعد كل تلك الأحداث.

 

جدير بالذكر أن الإخوان المقصودون بهذا التحليل هم الفرع المتواجد في أفغانستان منذ زمن بعيد، والذي تمتد جذوره داخل كياناتها ومؤسساتها، وليس التنظيم الأم لجماعة الإخوان المسلمين.
 

تابع مواقعنا