عالم أزهري يوضح حكم امتناع الزوجة عن زوجها لمرض نفسي
«من حق الزوج على زوجته أن تمكنه نفسها متى طلب ذلك»، جملة عادة ما يقولها الرجال في كل النقاشات التي تدور بينهم وبين السيدات اللاتي يدافعن عن أبسط حقوقهن في رفض شيء ما لم يرغبن به، ومع تأكيد أغلب علماء الدين أن مرض الزوجة مبرر لامتناعها عنه، ولكن لم يتطرقوا إلى المرض النفسي، فما حكم الدين من امتناع الزوجة حال معاناتها من الأمراض النفسية التي تصيب بعض الزوجات كالاضطرابات النفسية أو الاكتئاب نتيجة الضغوطات التي تتعرض لها.
في هذا الصدد، يقول الشيخ أبو اليزيد سلامة، أحد علماء الأزهر الشريف، إن المريض النفسي يحتاج إلى مَن يؤهله ويدعمه ويقف بجواره في ظل ظروف مرضه، متسائلًا: هل المريض النفسي لديه القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار؟
أضاف، في تصريحات لـ«القاهرة 24»، أنه واجب على الزوج الذي وصلت زوجته إلى مرحلة إصابتها بمرض نفسي أن يدعمها ويقف بجانبها لأنها في هذه الحالة غير متهيئة لذلك، مؤكدًا أنه لا يوجد زوج على درجة من الدين والأخلاق يسمح لنفسه عندما تكون زوجته في حالة نفسية سيئة أن يطلب منها هذا الأمر.
العالم الأزهري أوضح أنه في هذه الحالة على الزوج أن يتحمل زوجته ويدعمها ولا يطلب منها ما يفوق طاقتها، هذا إن استمر الوضع لأيام معدودة فقط ولكن إذا كان المرض قد تطول مدته حتى تصل إلى شهور أو سنين فالأفضل أن تقدم الزوجة على أن تطلب من زوجها بأن يتزوج من أخرى لطالما لا تقدر هي على الوفاء بمتطلباته، حيث إنه لا يحق لها أن تمتنع عنه في ذات الوقت التي لا تسمح له بالزواج مرة ثانية.
تابع أحد علماء الأزهر الشريف أن الهدف الأسمى من العلاقة بين الزوجين يكون هو إرضاء الله سبحانه وتعالى قبل إرضاء كل طرف منهما للآخر، لافتًا إلى أن الزوجة تعطي زوجها هذا الحق ليس لأنه حقه فقط، بل لإنها تتعامل مع الله الذي فرض على الطرفين أن يعطي كلًا منهما الآخر هذا الحق.
واختتم: «على الطرفين أن ينظرا إلى حق الله قبل حق الطرف الآخر، وحق الله هو طاعته، وطاعته في أنه أحل الزوجين في حدود معينة لبعضهما، لذلك فليس من حق أي طرف منهما أن يمتنع عن الآخر إلا لعذر مقبول».