كان أجود الناس وأشجعهم.. كيف همّ النبي لنجدة المدينة؟
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، خير الناس أخلاقًا ومعلم الناس المودة والتراحم، أجمع الرواة والناقلون والعلماء على أنه أشمل أهل الأرض فضيلة، ووردت من الأحاديث والآثار ما كثر واتفق على جمال سيد البشر، في الشكل والسريرة، وما أعظم من شهادة ربنا جل وعلا حينما قال في كتابه الكريم «وإنك لعلى خلق عظيم».
محمد صفوةُ الباري ورحمته.. وبُغية الله من خلق ومن نسم.. رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل خلق الله وأحسنهم، نفسًا ورسمًا، وأعلاهم شأنًا وشأوًا، مبعوث رب الناس للناس نورًا ورحمة، وسبيل يسقي الظامئين ماءً وعلمًا، جمع له الله كل جميل، وأرسله درة كل جيل، ورد في صفاته الكثير من القول المجمع على حسنه.
النبي يسرع لنجدة المدينة فور سماع الصوت الغريب
عن سماك بن حرب أنه قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كان طويل الصمت، قليل الضحك، وكان أصحابه ربما تناشدوا عنده الشعر والشيء من أمورهم، فيضحكون، وربما يتبسم.
وعن أنس بن مالك أنه قال: كان رَسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، قال: وقد فزِع أَهل المدينة ليلة سمعوا صوتًا، فركب النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم علَى فرسٍ لأبِي طلحة عُريا، فخرج الناس فإذا هم برسول الله متقلد سيفهُ، وقد سبقهم إلى الصوت، قد استبرأ الخبر، وهو يقول: لن تراعوا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم، لقد وجدنا بحرًا، أو إنه لبحر «ويقصد فرسًا يجري كالبحر الهادر».
الناظر للأثرين يرى وجهين للنبي، وجه الجد عندما همّ بالفرس وركبه دون سرج، لينظر في مصدر الصوت الذي أفزع أهل المدينة، ووجه البشاشة والتواضع والمحبة، عندما يجلس مع أصحابه رضي الله عنهم، ينشدون الشعر أمامه، فيسمع في صمت متأمل، ويتسامرون عن حياتهم، فيضحك معهم ويبتسم، رغم كونه قليل الضحك، لانشغاله بتربية وتنشئة مجتم كامل، إلا أنه لم يعاملهم من أعلى كما يفعل أصحاب المقامات، وهو صاحب المقام الأرفع، ولم يتقاعس عن نجدتهم، رغم أن كل المسلمين فدائه، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم، خير معلمًا في الموقفين.
