من أسوان إلى القاهرة.. رحلة إنقاذ أنثى نسر مصري مهدد بالانقراض
تمكنت الجمعية المصرية لحماية الطبيعة خلال الأيام القليلة الماضية من إنقاذ أنثى طائر رَخمَة مصري أو ما يعرف بالنسر المصري، من أحد أسواق الاتجار غير المشروع في الحيوانات البرية والجوارح في مصر.
رحلة إنقاذ مِندي كما أطلقت عليها الجمعية تكريمًا لروح الراحلة مندي بهاء الدين زوجة الدكتور شريف بهاء الدين مؤسسي الجمعية وسفير الطيور في مصر، بدأت من أكثر من 800 كم هي المسافة من أسوان إلى القاهرة مقر الجمعية.
وروت نوران توفيق، مسؤول الإعلام بالجمعية المصرية لحماية الطبيعة، تفاصيل رحلة إنقاذ طائر النسر المصري المهدد بالانقراض، حيث قالت إن فريقها يتتبع الأسواق السوداء وغير الشرعية للإتجار في الحياة البرية، خاصة سوق الطيور الجارحة.
وتابعت نوران في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن معظم تجمعات أسواق الطيور الجارحة توجد في أسوان وهو موقع أسر مندي التي وقعت في يد أحد الصيادين المحليين حتى وصلت إلى يد صياد آخر لديه شعور بالمسؤولية تجاه حماية الحياة البرية، والذي ابتاعها ووافق على إعطائها للجمعية مجانًا.
وأشارت مسؤول الإعلام بالجمعية إلى أن عدد النسور المصرية كما هو معروف قليل جدًا ويخضع لعدة دراسات لتتبعها، مضيفة أن أنثى النسر المصري مِندي آمنة وبصحة جيدة وتخضع لعملية تدريب وتأهيل حتى يتم إطلاقها.
وأوضحت الجمعية المصرية الشريك المصري الوحيد للمؤسسة العالمية Bird Life، أنه سيتم تحديد موعد لإطلاق سراحها لاحقًا، بعدما يقرر العلماء من مصر وأوروبا أفضل مكان وتاريخ لإعادتها إلى الطبيعة.
تناقص مستمر
صنّف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة طائر النسر المصري كنوع مُهدد بالانقراض، وأضافته على القائمة الحمراء، حيث تُقدر أعداده حول العالم ما بين 21 ألف إلى 67 ألف، مع انحدار ثابت لتعدادها؛ لذلك يخضع للحماية من معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض CITES واتفاقيات برن وبون العالمية.
ونُسب طائر الرَخمَة أو النسر إلى مصر، لأنه مرسوم بدقة ووضوح كبيرين على جُدران المعابد المصرية وفي البرديات، كما مثّل أول حرف من حروف الأبجدية القديمة، لذا أطلق عليه العلماء هذا الاسم.
تهديدات النسور المهاجرة
أظهرت دراسة جديدة أن النسور المهاجرة المهددة تواجه مجموعة متنوعة من التهديدات على طول رحلتها التي تبلغ 5000 كيلومتر من أوروبا إلى إفريقيا، حيث تخاطر بالتعرض للرصاص والتسمم والصعق بالكهرباء في 13 دولة عبر 3 قارات.
وخلص التحقيق إلى أن أحد أكثر التهديدات انتشارًا التي تحدث في كل بلد تقريبًا على طول مسار الطيران هو استهلاك الطعوم السامة، حيث يضيف بعض رعاة الماشية في المناطق الريفية الذين فقدوا مواشيهم بسبب ذئب أو ضبع أو كلب ضال أو حيوان مفترس آخر، بعض المبيدات القاتلة لجثة لقتل المفترس الذي يهدد مواشيهم.
وأوضح البحث أن التهديد الواسع الانتشار وغير المتعمد هو البنية التحتية للطاقة، مثل أعمدة مصممة بشكل سيئ تسمح للطيور بلمس سلك حي وجزء موصل من العمود في نفس الوقت؛ ما يؤدي إلى الموت الفوري من الصعق بالكهرباء؛ وقد يصعب رؤية الخطوط أو توربينات الرياح الأخرى، وتصطدم الطيور الكبيرة بها وتقتله، وينتشر تهديد الصعق بالكهرباء والاصطدام على نطاق واسع بشكل خاص في مصر وإثيوبيا وتركيا والمملكة العربية السعودية.
