ذاكرة الأمثال.. طباخ السم لا بد يدوقه
تمثل الأمثال ذاكرة الشعوب، وهي إرث الأجداد، وخلاصة تجاربهم في الحياة التي يجب أن نتعلم منها، ولا يمكن أن يكون استدعاء الأمثال ضربا من اللهو أو التسلية؛ لأن الأمثال تُعبر أيضًا عن عادات الأمم وبخاصة الأمم السابقة، وما اعتقدوا فيه وما آمنوا به، وتقو الأمثال بوظائف أخرى منها أنها تعبر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي قائل المثل إليها.
من الأمثال الشائعة بين الناس قولهم طباخ السم لا بد يدوقه، وهو مثل يعلق عليه أحمد تيمور باشا في كتابه المثال العامية، بأن طابخ السم لا بد له من أن يذوق منه لشهوة أو غيرها، فكيف بمن يطبخ الهنيء المريء.
ويوضح أحمد تيمور باشا، أن المثل يضرب للخدم إذا طالت أيديهم لما اؤتمنوا عليه أو تولوا عمله، ويضرب أيضًا لمن يسعى في الإضرار بالناس وأنه لا بد من أن يصيبه رشاش من عمله، فهو كطابخ السم لا بد له من أن يسْهو فيذوق منه، ولو مما علق بطرف إصبعه من عمله.