الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد افتتاح طريق الكباش.. من هو صاحب المسجد النادر أعلى معبد الأقصر؟

مسجد أبو الحجاج الأقصري
ثقافة
مسجد أبو الحجاج الأقصري
الجمعة 26/نوفمبر/2021 - 05:56 م

شهد العالم أمس الاحتفال العالمي الذي أقامته مصر، بمناسبة افتتاح طريق الكباش التاريخي، وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب وصوله لافتتاح الطريق التاريخي، جولة سريعة صحبه فيها الدكتور خالد العناني وزير الآثار، شارحًا له قصة المعبد التاريخي، والتطورات التي لحقت به خلال الفترات التاريخية المختلفة.

مسجد أبو الحجاج الأقصري

وتطرق الحديث خلال الجولة التي أجراها الرئيس قبل افتتاح طريق الكباش، إلى المسجد الفريد، المشيد أعلى الجانب الشمالي من معبد الأقصر، المنسوب للصوفي السيد أبي الحجاج الأقصري، حيث ألقى وزير السياحة والآثار الضوء عليه، وهو مسجد مبني على الطراز الفاطمي، ملحق بالمعبد، ويوجد به سبعة مقامات، منها مقام الحجاج، وتلميذه، ومقام السيدة تريز، وهي راهبة، أوصى الحجاج أن تدفن جواره، لأنها كانت تساعده على الأنفاق على طلاب العلم.

مسجد أبو الحجاج الأقصري

يقال إن المسجد كان قبل عام 1286، كنيسة، لكن مع إسلام مصر، تحول إلى مسجد، ويتفرد المسجد، كونه لا يشبه أي مسجد آخر في العالم، لاحتوائه على النقوش الفرعونية، وأعمدة معبد الأقصر، لأن المسجد حينما بني، كان المعبد مغمورًا بالرمال، فبني فوقه، ودخلت فيه بعض أعمدة المعبد، ورغم تحوله لمسجد، فإن النقوش الفرعونية لم يتم طمسها، وظلت موجودة طوال تلك السنوات على الأعمدة وعلى محراب المسجد.

القطب الصوفي والعالم الفريد.. من هو أبو الحجاج الأقصري؟

 

أبو الحجاج الأقصري، هو العارف بالله أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحيم بن عزي بن إسماعيل، بن عب النصير، ويرجع نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، ولد في بغداد، وكان أبوه من أصحاب الرياسات في البلد، ولما مات، لم يترك لأبي الحجاج ثروة، لم يتفق العلماء على مولده، ويقول الدكتور علي جمعة: الأقرب أنه ولد في عام 545 هــ، وهذا التاريخ هو في زمن عبد القادر الجيلاني، وزمن صلاح الدين الأيوبي.

التحق أبو الحجاج بالمدرسة النظامية التي أسسها نظام الملك ببغداد، وتلقى فيها العلم والمعارف الدينية والعربية، كما عمل بالتزامن مع دراسته في النسيج، من أجل توفير قوت يومه.

ذهب أبو الحجاج إلى مكة وأقام هناك لفترة يتلقى العلم، حتى التقى برجل يدعى عبد المنعم الأشقر، نشأت بينهما علاقة صداقة، وتطورت بعد ذلك بأن زوّج أولاده من بنات الأشقر بمكة، وسمي هناك بأبي الحجاج لأنه كان يسقي الحجيج، وسافروا جميعا بعد ذلك مصر، وأول ما نزل، نزل بالشرقية، لكنه اتجه إلى جنوب مصر بعد دخوله، وذلك في نهاية حكم صلاح الدين الأيوبي، وكان عمره وقتها نحو 44 سنة.

تلقى الحجاج الطريقة المدنية، على يد عبد الرزاق الجازولي، وكان من أولياء الله الصالحين، ذهب بعدها إلى الأقصرين، التي أصبحت فيما بعد الأقصر، وبنى مسجده، وكان على تل من الركام والحجارة، وفيما بعد اكتشف الناس أنه معبد فرعوني.

ويقول الدكتور علي جمعة إن المسجد بني في هذا المكان خصيصا، لأنها كانت معروفة عند الناس بأنها مسكونة بالجن، فبني المسجد في هذا المكان تحديدًا، من أجل إثبات خرافة هذا الادعاء، وكان المسجد ملحقًا به خلوة، ويتجمع به الناس وطلبة العلم بشكل دائم.

مقام أبي الحجاج الأقصري

انقطع أبو الحجاج الأقصري في آخر أيامه بالأقصر، يحاضر في الناس ويعلمهم وكان وحيد دهره وفريد عصره وكان غوث وقته، وكان جادًّا شغوفًا بالقراءة والتحصيل، وبعد وفاته صار قبره مزارًا كبيرًا، تشد إليه الرحال في كل عام، ويقام له مولد سنوي، يحتفل به أهل الأقصر، ويسيرون إليه في موكب، به المراكب، والأعلم، والخيول.

تابع مواقعنا