ينافي الحرية الإنسانية.. كيف رأى قاسم أمين قضية حجاب المرأة؟
قاسم أمين، المفكر والصحفي، والفيلسوف الذي تناول قضايا المرأة، المولود في 1 ديسمبر من العام 1863، اشتهر بالدفاع عن المرأة، ومطالبته بحقوق تعليمها، ومنع زواجها المبكر، وغيرها من القضايا الشائكة.
ولد قاسم أمين لأب تركي، وأم مصرية، وكانت عائلته من العائلات الأرستطقراطية في تلك الفترة، لذا عاش طوال حياته بين النخبة السياسية، وكان واحدا منهم، وفي عام 1894، تزوج أمين بزينب ابنة الأميرال أمين توفيق.
شغل قاسم أمين العديد من المناصب في المحاكم المختلطة، وشغل منصب قاضٍ في 1885، وكان أمين يتمتع بمعرفة كبيرة بالقوانين المحلية والعالمية، لذا اختير ليكون من بين المعينين في المحاكم المختلطة، التي تتناول القضايا التجارية الدولية للدولة.
مارس قاسم أمين العديد من الأدوار التي أسهمت في حركة النهضة المصرية في عصره، وكانت له الكثير من الآراء المثيرة للجدل، خاصة ما يتعلق بقضية تحرير المرأة، والتي أصدر فيها كتابا مفصلا عام 1899 بعنوان تحرير المرأة.
يتناول أمين الحجاب، ويسرد بعض الأسباب التي يتكئ عليها، لإلغائه، ويقول: لو لم يكن في الحجاب عيب إلا أنه منافٍ للحرية الإنسانية، وأنه صار بالمرأة إلى حيث يستحيل عليها أن تتمتع بالحقوق التي خوّلتها لها الشريعة الغراء والقوانين الوضعية ويجعلها في حكم القاصر ولا تستطيع أن تباشر عملا ما بنفسها مع أن الشرع يعترف لها بتدبير شئونها المعاشية بكفاءة مساوية لكفاءة الرجل وجعلها سجينة مع أن القانون يعتبر لها من الحرية ما يعتبرها للرجل، لو لم يكن في الحجاب إلا هذا العيب لكان وحده كافيا في مقته وأن يتقزز منه كل طبع غرز فيه الميل إلى احترام الحقوق والشعور بلذة الحرية ولكن الضرر الأعظم للحجاب فوق جميع ما سبق هو أنه يحول بين المرأة واستكمال تربيتها.
ويسأل أمين عن التربية الأنسب للمرأة، هل هي التي تكون فيها كمثل الرجل؟ أو تختص بتربية أخرى؟ وهل يمكن تربيتها مع الحجاب أو لا بد فيها من إبطاله؟ وهل يعمل في تلك التربية الأخذ من القواعد الغربية الحديثة؟ أم نرجع إلى الأصول المدنية الإسلامية القديمة؟
على المرأة الخروج والاختلاط
يطالب أمين أيضا في كتابه عن تحرير المرأة، بأن تنال حقها في التعليم والعمل والخروج، والمشاركة والتعاون مع الرجال، يقول: لا يكفي أن تمكث المرأة بضع سنين في المدرسة، ثم تنتقل منها إلى بيت تحجب فيه بقية عمرها، بل يلزم أن تستمر في الاعتناء بجسمها وعقلها بعد المدرسة، يلزم أن نضع يدينا في يدها ونسير معًا في الأرض، ونريها عجائب الكون، ولطائف الصناعة، ودقائق الفنون وآثار الزمن الغابر، واختراعات الزمن الحاضر، يلزم أن نقسم أفكارنا وآمالنا، وأفراحنا وآمالنا، وآلامنا، وتحضر مجالسنا، فتستفيد مما يعرض فيها، من الأخلاق، والأفكار، والمباحث، وتفيدنا بحملنا على رعاية الحشمة والتأدب في القول.