انتفاضة 1946.. إصدار جديد من هيئة الكتاب يسلط الضوء على الثورة المنسية
صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، ضمن سلسلة تاريخ المصريين، كتاب انتفاضة 1946 في مصر تأليف هشام عبد الرؤوف.
يقع الكتاب في 180 صفحة من القطع المتوسط وطرحته الهيئة للجمهور ضمن السلسلة التي يرأس تحريرها الأستاذ الدكتور محمد صابر عرب، ونائب رئيس التحرير الأستاذ الدكتور أحمد زكريا الشلق، ومدير التحرير الدكتورة أمل فهمي.
يركز الكتاب على منطقة منسية من التاريخ المصري الحديث، وهي حالة تميز بها عدد قليل من المؤرخين أبرزهم بالضرورة الدكتور أحمد زكريا الشلق المعني بدراسة تواريخ الحكومات والأحزاب والحركات السياسية والتحررية والنضالية المصرية، وبذلك يضيف هشام عبد الرؤوف للمكتبة التاريخية المصرية، إسهاما يملأ فراغا حقيقا، بعيدا عن هوى أو انحياز.
تفاصيل انتفاضة واجهت الحكومة
يقول عبد القادر ياسين في تقديمه للكتاب، إن انتفاضة 1946 المصرية من أهم التحركات ما بين ثورة عرابي وحركة الجيش، وأول تحرك وطني ديمقراطي وضع حجر الأساس لإسقاط الملكية وإجلاء الاحتلال، بعد تخلصها من آفة المفاوضات العقيمة مع الإنجليز.
يقرأ كثيرون عن أحداث كوبري عباس ومظاهرات اندلعت مطالبة بعرض القضية المصرية على مجلس الأمن في العام 1946، في حين كتب اليسار النزر القليل عن الميلاد الجديد للحركة الشيوعية وقيادتها لحراك في الفترة نفسها، وبالتمحيص في الأحداث عقب الحرب العالمية الثانية نجد اندلاع انتفاضة أغفلها مؤرخو الحركة الوطنية، فأغلب الظن أن بخل مؤرخي اليسار جاء من قبيل التواضع، والكلام للمؤلف.
ويقول هشام عبد الرؤوف، جاءت هذه الانتفاضة تتويجا لحركة وطنية امتدت على مدى نصف قرن، وتجديدا لأساليبها الكفاحية التقليدية التي استهلكت على مدار هذه الحقبة التاريخية، فلم تكن في معزل عن سلسلة النهوض الشعبي المصري.
وأردف المؤلف حمل الشباب الثوري انتفاضته متقلدا مقعد القيادة ليستبدل بالأساليب الكفاحية السلبية، أساليب كفاح صدامية ومجدية ضد المستعمر الذي لن يجلو عن أرض الوطن بالمهاودة أو المساومة والتنازلات المجانية. فكان العمل فكان العمل الطلابي والعمالي، وكانت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة سر استفحال أزمة حكومة الطاغية إسماعيل صدقي.
اتبعت الدراسة المنهج التأريخي التحليلي فحمل الفصل الأول عنوان الاقتصاد السياسي للانتفاضة، وأبرز في ختامه المؤلف الوضع المحلي والإقليمي والدولي وأثره في توفير شروط الانتفاضة. في حين اكتملت شروط قيامها بالحمل السياسي؛ حسب الفصل الثاني.
وتناول الفصل الثالث وقائع الانتفاضة وأحداثها، ومذبحة كوبري عباس وانتقال الحراك ضد السراي، ومظاهرات فبراير ومارس ضد وزارتي محمود فهمي النقراشي الأولى والثانية، وبينهما وزارة إسماعيل صدقي، والأصداء العربية لها.
ثم جاء المؤلف بفصل ما بقي منها للتاريخ ليتناول امتدادات الانتفاضة وتداعياتها على البريطانيين والملك والحكومة والشعب.