قصة سَجن القديس سلستين الخامس أول بابا يتنازل عن منصبه الديني
القديس سلستين الخامس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية، وحاكم الولايات البابوية، والذي تم انتخابه بابا في آخر انتخابات غير سرية للكنيسة الكاثوليكية، شغل منصب رئيس الكنيسة الكاثوليكية لمدة خمسة أشهر فقط، من 5 يوليو، وحتى 13 ديسمبر من العام 1294، فلماذا ترك منصبه؟ ولماذا تعرض للسجن؟
ولد القديس سلستين الخامس تقريبا في عام 1215، في سانت أنجيلو ليموسانو بـ إيطاليا، عمل في حياته المبكرة في الحقول، خاصة بعد وفاة والده، ليعاون والدته على كسب قوت حياتهم اليومي، وساعدته والدته ماريا، على تطوير حياته، وقررت عدم تركه ليصبح مجرد مزارع صغير، وذلك لأنه منذ صغره تمتع بالذكاء والفطنة الكبيرة، وفي عامه الـ 17، تحول إلى الزهد والعزلة عن الناس، حتى أنه ارتحل في 1239 إلى أحد الجبال، وعاش في كهف منقطعا للعبادة، وكان يريد أن يحيا حياة يوحنا المعمدان.
بعد رحلة طويلة خاضها القديس سلستين الخامس، بين العبادة، والدراسة، والتدرج في السلم الكنسي، تم انتخابه بابا في 1294، وكان عمره 80 عاما وقتها، وكان الوضع وقتها كارثي ولا يحتمل، حيث أن الكرسي الباباوي ظل شاغرا لمدة عامين كاملين.
ضعف في الإدارة واشتياق للحياة الطبيعية.. خطاب الاستقالة
رغم خبرة القديس سلستين الدينية، إلا أنه لم يكن بالإداري الكفء، واتخذ العديد من القرارات الخطيرة في ذلك الوقت، وكان يرى بأن البابوية منصب يتسبب في انشغاله وإلهائه عن أموره الدينية، والزهد، ولم يكن يثق في الكرادلة، واعتمد بشكل كلي على ملك نابولي تشارلز الثاني، والذي حاول استغلاله ليضفي نوع من الشرعية الدينية على قراراته، وبعد وقت، أدرك أن وجوده في منصبه لا يصب في صالح الكنيسة، وأيضا لا يصب في مصلحته الشخصية، وبعد استشارة الكرادلة، قرر الاستقالة في 13 ديسمبر.
يقول القديس سلستين الخامس في خطاب استقالته: من سلستين، البابا الخامس، تحركنا لأسباب مشروعة، ومن أجل حياة أفضل غير ملوثة، وبسبب ضعف الجسد، ونقص المعرفة، والضرر، والعجز الشخصي، ولاستعادة الهدوء كما كان في حياتنا السابقة، قررنا الاستقالة بحرية وطواعية.
وضع القديس سلستين الخامس بعد استقالته تحت المراقبة اللصيقة بأمر من البابا اللاحق له، بونيفاس الثامن، وقرر وضعه في عزلة في سجن تحت الحراسة والإشراف، بسبب أن استقالته كانت غير قانونية، وظل في قلعة فوموني، إلى أن توفي بعد ذلك بعامين، في 19 مايو 1296.
