في ذكرى ميلاده.. سبب اختيار نيرون ألقاب فرعونية لنفسه وحقيقة تورطه في حريق روما الكبير
نيرون، أو أغسطس جرمانيكوس، الإمبراطور الروماني المعروف، المولود في 15 ديسمبر من عام 37، كان الإمبراطور الخامس لروما، ويشتهر عنه تاريخيا.
ولد نيرون في أنتيوم، وكان الحفيد الأكبر للإمبراطور أوغسطس، تورط والده في فضيحة سياسية كبيرة أطاحت به من مراكزه، وتسببت في نفيه، عام 40، بتهمة التآمر للإطاحة بالإمبراطور كاليجولا، وبعد وفاة والده بفترة قصيرة توفي الإمبراطور كاليجولا، وأصبح كلوديوس الإمبراطور الروماني الجديد، وتزوجت منه والدة نيرون 49، وكانت الزوجة الرابعة له، وأقنعته بأن يتبنى نيرون، ليصبح نيرون منسوبا إلى كلوديوس قيصر.
بدأ نيرون الدخول في الحياة العامة والسياسية، حينما كان عمره 16 عاما، وتزوج من ابنة كلوديوس، وفي عام 54 توفي كلوديوس، وأشيع في المصادر التاريخية بأنه مات مسموما، واستطاع نيرون السيطرة على مقاليد السلطة وقتها دون وقوع أي اشتباكات أو أحداث كبيرة.
نيرون الشاعر والموسيقى
كان نيرون الإمبراطور الأصغر، حيث كان عمره وقتها 16 عاما، واختار ألقاب الفراعنة المصريين، فكان يطلق عليه إمبراطور نيرون المختار من قبل بتاح، محبوب إيزيس، المسلح القوي، المنتصر لمصر، حاكم الحكام، المختار.
أحب نيرون الشعر والموسيقى، ولم يكتف بالاطلاع أو الاستماع، بل قدم العديد من العروض أمام الناس على المسرح، لكن الكثيرين لم يكونوا يرضون عن تلك الأفعال التي لا تليق بإمبراطور، ويقال إن نيرون كان يريد التخلي عن عرش روما من أجل استكمال مشواره الشعري والموسيقي دون قيود.
حريق روما العظيم وتبادل الاتهامات
وفي 18 يوليو 64، وقع الحدث العظيم، حريق روما، اشتعلت متاجر التجار الذين كانوا حول سيرك ماكسيموس، واستمر الحريق لمدة 6 أيام، ثم بعد إخماده اشتعل لـ 3 أيام أخرى، وأسفر هذا الحريق العملاق عن دمار ثلثي مدينة روما.
وكانت روما صغيرة الحجم كمدينة، وتمتلئ بالسكان والمنازل، وكانت جميعها مبنية بالأخشاب، وكانت الأجواء حينها عاصفة، لذا كان انتشار الحريق سريع ومهول، إضافة إلى ذلك قامت عصابات اللصوص بإحراق المزيد من الأحياء، حتى يفر أهلها ويستطيعون سرقة محتويات الأحياء التي لم تأتها النيران.
ودمرت ثلاث مناطق كاملة في روما من بين 14 منطقة، و7 مناطق تحولت إلى أنقاض، ونجت من روما أربع مناطق فقط، إلى جانب العديد من المعالم الكبرى التي دمرها هذا الحريق، منها معبد جوبيتر إمانويل، وبيت دوماس، وغيرها من المعالم.
ألقى نيرون اللوم على المجتمع المسيحي في المدينة، واتهمهم بأنهم وراء الحريق الكبير، واتهم الكثير من الكارهين لنيرون بأنه السبب في هذا الحريق الذي دمر المدينة، رغم أن نيرون كان يتواجد حينها في مدينة أنزيو.
وعاد نيرون إلى روما عند سماع الخبر على الفور ووفر الطعام والشراب، وحاول قدر إمكانه توفير ملاجئ للمتضررين، وأعاد على الفور بناء المدينة، وتم عمل مخطط جديد لمدينة روما على الطراز اليوناني، فأعاد بناء الكثير من المناطق والمعالم، وأضاف إلى ذلك قصر ضخم له، القصر الذهبي، الذي لو كان اكتمل بناءه لبلغت مساحته ثلث روما.