لماذا قتل سكان أمريكا الأصليون أكثر من 80 جنديا أبيض؟
تمر اليوم ذكرى واحدة من أشهر المذابح التاريخية المتعلقة بالعنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي قيام بعض السكان الأصليين بذبح 81 جنديا أبيض في 21 ديسمبر من العام 1866.
ترجع بداية القصة مع التوغل العسكري للبيض في شمال وايمونغ، وكان كل ما زاد هذا التوغل ازدادت أعمال العنف ضد السكان الأصليين، مما دفعهم للقيام بواجبهم نحو وطنهم، وتحدي القوات العسكرية المتزايدة في المنطقة.
وبدأت رحلة التوترات من عام 1863، حيث قام جون بوزمان بإشعال النار في الطريق الذي يسافر من خلاله المهاجرين إلى حقول الذهب في مونتانا، وهو طريق لم يكن شرعي بشكل كبير، حيث كان يتعدى على مناطق الصيد، والتي وعدت الحكومة بأنه لن تقترب ناحيتها في معاهدة فورت لارامي 1851.
وفي عام 1864، قامت قوات كولورادو، الموجودة بالمنطقة، بقتل أكثر من مأتي إنسان من السكان الأصليين، خلال مذبحة ساند كريك، مما دفع السكان الأصليون للانتقام من تلك المذابح والاضطهاد المستمر، فهاجموا القوات الموجودة في كل مكان، وهاجموا المهاجرين وطرقهم، وكانت الحكومة ترد ببناء الحصون والتأمينات ضدهم.
فكرة الفخ واستدراج القوات
وبدأت العمليات الهجومية تتزايد، واستمرت الغارات على الأخشاب، وعلى عربات الإمداد، وفي 6 ديسمبر 1866، اكتشف قائد السكان الأصليين كريزي هورس، أنه من الممكن استدراج فوج صغير من الجنود، إلى كمين قاتل، وذلك عن طريق قيامه بالتخلي عن حصانه والتظاهر بالهروب، ليندفع الجنود بغير تفكير ورائه نحو الفخ المنصوب.
وفي 21 ديسمبر، جهز كريزي هورس أكثر من 2000 من السكان الأصليين، واختبأوا على طول الطريق الشمالي لـ فورت فيل كيرني، وفي نفس التوقيت، هجمت مجوعة صغيرة من الرجال على عمال قطع الأخشاب، فأمر القائد هنري كاريتجتون العقيد فيترمان، بالذهاب لنجدتهم في قوة مكونة من 80 جنديا، وظهر له كريزي هورس على حصانه ومعه 10 رجال، وتظاهر بالهرب والخوف، وترك العمال، لكن القائد فيترمان، طارده هو ورجاله، وسار خلفه تماما كما خُطط، ليتفاجأ بالكمين بعد وفاة الأوان، حيث أطلق عليهم أكثر من 40000 سهم، ولم ينجو أحد من تلك السرية.