القديس توماس بيكيت.. لماذا أمر ملك إنجلترا بقتله داخل الكنيسة؟
تمر تلك الأيام؛ ذكرى ميلاد القديس الشهير توماس بيكيت، المولود في ديسمبر من العام 1118، واشتهر بسبب خلافاته مع الملك هنري الثاني، والذي انتهى بمقتله في الأخير في كاتدرائية كانتربري.
ولد توماس بيكيت في شيبسايد بلندن، لعائلة من المهاجرين الفرنسيين، كان أبواه من نورماندي ويعملان في التجارة، وتركوها بعد غزو نورمان، ثم التحق بالمدرسة في ميرتون بريوري، وبعد سنوات قليلة، حصل على وظيفة في باريس ككاتب في ثيوبالد.
في عام 1155، استطاع بيكيت الحصول على وظيفة مستشار إنجلترا، وصار هو والملك صديقين مُقربين، وساعدته تلك العلاقة في الحصول على منصب رئيس أساقفة كانتربري، وكان الملك هنري حريص بحصوله على تلك الوظيفة، إلى جانب وجوده كـ مستشار للملك، وعُين رسميا في 23 مايو من العام 1162.
قرر بيكيت أن يستقيل بعد ذلك من منصبه كمستشار للملك، وكانت تلك الفعلة؛ السبب الرئيسي في توتر العلاقة بين الملك وبيكيت، حيث كانت ضد رغبة الملك، وبدأت العلاقة في الانهيار، وزاد التوتر أكثر بعد اقتراحات تقسيم السلطات بين الملك وبين الكنيسة، وبحلول العام 1164، كانت العلاقة بين الطرفين في أسوء حالاتها، حيث تم استدعاء بيكيت للمثول أمام المجلس الملكي، والذي قرر مصادرة جميع أملاك بيكيت، لكنه رفض العقوبة، وفر هاربا إلى فرنسا.
خداع بيكيت واستدراجه لـ إنجلترا
مكث بيكيت في فرنسا 6 سنوات، حتى عقد بينه وبين الملك جلسة وعده خلالها الملك بإعادة صلاحياته كرئيس للأساقفة، والحفاظ على ممتلكاته، والعودة إلى إنجلترا بشكل آمن، وبالفعل عاد بيكيت في 1 ديسمبر من العام 1170، واستقبلته الحشود بترحاب كبير.
وبسبب قرار حرمانهم الكنسي، ذهب أساقفة سالزبري، ويورك، ولندن، إلى الملك في نورماندي، لنقل أفعال بيكيت إليه، ما أغضب هنري، وأمر فرسانه الأربعة ريجنالد فيتزورسي، ويليام دي تريسي، هيو دي مورفيل، وريتشارد لو بريت، للسفر إلى كانتبري، لملاحقة بيكيت؛ الذي وصفه هنري بالكاتب الوضيع.
وصل الفرسان الأربعة إلى كاتدرائية كانتربري، وكان بيكيت في القصرح حاولوا القبض عليه، لكنه لم يستجب لهم، والتجأ إلى الكنيسة يحتمي بها، لكنهم لحقوه بسيوفهم إلى الداخل، وسحبوه من داخل الكنيسة بعنف وإهانة، وتمسك بيكيت بأحد الأعمدة في الكاتدرائية، وخلال ذلك؛ وجّه أحدهم ضربة بسيفه نحو تاجه، وبدأ اثنان في ضربه، وفي ضربة السيف الثالثة؛ مات بيكيت، ثم وضع أحدهم قدمه فوق رأسه، وقال: لمن شاهد الوقعة، هو لن يقوم مرة ثانية.