في ذكرى العرض الأول للسيمفونية الخامسة.. بيتهوفين يفشل في العزف لسوء أداء النوتة
نمر اليوم ذكرى أول عرض للسيمفونية الكلاسيكية الأشهر، السيمفونية الخامسة لـ بيتهوفين، التي عرضها للمرة الأولى في 22 ديسمبر عام 1808، في فيينا.
ونظم العرض في أجواء باردة جدا، واستغرق الأمر أكثر من ساعتين حتى افتتح بيتهوفين العرض، وبدأت الفرقة في عزف السيمفونية التي لم تبشر على الإطلاق بأنها ستصبح من أعظم مقطوعات الموسيقى الكلاسيكية على الإطلاق، وذلك بسبب تعثر الفرقة في عزف النوتة بشكل صحيح، وكان أداؤهم سيئا وكارثيا بكل المقاييس.
أوقف بيتهوفين العزف، وجعل الفرقة تبدأ من جديد في العزف من بداية السيمفونية، وكان اليوم غير سعيد لبيتهوفين، الذي كان قد دخل في مرضه اللعين الذي سيفقده سمعه تماما بمرور الوقت.
كان بيتهوفين يجلس على البيانو للعزف عليه مع الفرقة، ولم يكن جمهور مسرح أن دير فيينا، سعيدا في هذا اليوم، لكن في عام 1810، كان الاعتراف الأول من الناقد إيتا هوفمان، بأن تلك القطعة الموسيقية العظيمة، تفوق بها بيتهوفين على موتسارت، وهايدن، وقال إنه تفتح عالما ضخما لا يقاس، يثير الرعب، والألم، ويوقظ هذا الشوق اللامتناهي.
رحلة الموسيقى الأكثر عبقرية في التاريخ
جدير بالذكر أن لودفيج فان بيتهوفين، ولد في 1770، وكان أكبر أبناء يوهان وماريا ماجدالينا، كما كانت عائلته في الأصل فلمنكية، بعد وفاة جد بيتهوفين، الذي كان أول من استقر في بون، ليعمل مغنيا في جوقة رئيس أساقفة كولونيا، ضربت عائلته الفقر، فاضطر لترك مدرسته وعمره 18 عاما فقط، حيث أصبح بيتهوفين من تلك اللحظة المعيل لأسرته.
وبدأت رحلته الموسيقية بشكل احترافي وعملي عندما رحل إلى فيينا في عام 1792، وكان يكرس معظم الوقت لتعلم المزيد عن الموسيقى في بلد الموسيقى الأولى في العالم وقتها، وتعرف هناك على سالري، الذي عاونه وسهّل له العديد من الأمور، كما درس مع هايدن، وإجنار شوبانزيغ.
وفي عام 1800، أطلق بيتهوفين أولى حفلاته الكبيرة، حيث قدم فيها السيمفونية الأولى إلى جانب واحدة من أعمال هايدن، وبعض سوناتات البيانو الخاصة به، وكان مطلع القرن التاسع عشر هو أولى مرات ظهور بيتهوفين الحقيقي للجمهور، واستمر لبقية حياته يتطور إلى أن أصبح أشهر الموسيقيين في عصره.
