أوبرا عايدة.. كتبها الموسيقار العالمي فيردي بطلب من الخديوي إسماعيل احتفالا بافتتاح الأوبرا
أوبرا عايدة، إحدى أشهر الأوبرات العالمية على الإطلاق، والأوبرا الأشهر للموسيقار العالمي فيردي، والتي كتبها بتكليف من الخديوي إسماعيل، حاكم مصر، بمناسبة افتتاح الأوبرا الخديوية، لكنها لم تعزف في الافتتاح، وكان العرض الأول لتلك التحفة الخالدة في 24 ديسمبر من العام 1871.
طلب الخديوي إسماعيل في البداية من فيردي كتابة ترنيمة قصيرة، تعزف خلال افتتاح قناة السويس، لكن فيردي رفض العرض، وتحول الأمر بعدها بان تلقى فيردي طلبا من الخديوي إسماعيل، بتأليف أوبرا كاملة، بمناسبة افتتاح الأوبرا الخديوية، وتكون مستوحاة من الحضارة المصرية، وبالفعل جهز ميريت باشا النص، وعرض على فيردي ترجمة النص إلى الشعر الإيطالي، إلى جانب مبلغ خيالي.
وكان المقرر أن تعزف الأوبرا للمرة الأولى خلال الافتتاح، لكن حالت الحرب الفرنسية البروسية دون الأمر، لأن الأزياء والمشاهد المصممة، لم يكن ممكن أن تشحن إلى القاهرة خلال تلك الأجواء المليئة بالقتال، واستبدلت وقتها بـ ريجوليتو لفيردي، وفي عام 1871، تم تحضير العرض، بديكورات وأزياء خيالية، وشارك فيه عمالقة الأوبرا في العالم، وبأجور كانت الأكبر في تاريخ الأوبرا، وشهده كبار الساسة والقادة وقتها.
تدور أحداث أوبرا عايدة حول قصة حب مقتبسة من الحضارة المصرية القديمة، بين الأميرة الإثيوبية عايدة، وقائد الجيوش رادايمس، وهي إحدى الأسيرات التي جاء بها الجيش من إحدى المعارك مع التي دارت في إثيوبيا.
أحداث ملحمة أوبرا عايدة من البداية للختام
الفصل الأول.. المشهد الأول
يلتقي رئيس الكهنة رامفيس، بالقائد راداميس، ويخبره بأن الإله إيزيس، اختاره ليكون قائد جيوش مصر في المعركة ضد الإثيوبيين الغزاة، فرح راداميس باختياره لتلك المهمة، ويبدأ في استشراف الآمال، حتى يرجع إلى عايدة منتصرا، لكن لا يستطيع حتى تلك اللحظات أن يبوح بحب عايدة، فهي مجرد خادمة في القصر الملكي، ولا أحد حتى يعلم أنها ابنة الملك الإثيوبي.
يدخل بعد ذلك الملك، ومعه حاشيته، ويسمع تقارير الجيش، والخطط التي أحضروها للحرب، وثم يقوم بتحفيز الجميع حتى يعودوا منتصرين من المعركة الحاسمة، ويتقدم راداميس الجنود، ويبدأ من هنا صراع عايدة مع نفسها، بسبب حبها لراداميس من ناحية، وولائها لوطنها وأبيها الملك الذي سيلتقي مع حبيبها في معركة فاصلة قد تودي بحياة أحد الاثنين، فأيهما يختار قلب عايدة؟.
المشهد الثاني
تظهر على المسرح ديكورات المعبد، ويظهر راداميس وهو يمشي مع رامفيس، الذي يقوده إلى المذبح، ليتلقى سيفا، ومعه بركة الآلهة ودعمها للحملة العسكرية الوشيكة.
الفصل الثاني.. المشهد الأول
داخل القصر الملكي، العبيد يتراقصون أمام ابنة الملك امنريس، وعند دخول عايدة، تتوقف عن متابعتهم، وتخبر عايدة بأن راداميس قتل في المعركة، وترجع خلفية ذلك إلى شكها في علاقة عايدة العبدة بزوجها المستقبلي راداميس.
يتحول فرح عايدة بعودة الجيش في لحظة واحدة إلى حزن وبكاء على حبيبها راداميس، وتتيقن أمنريس بفخها، من الشكوك التي أحاطت بالاثنين، وتستخلص ابنة الملك، بأنها في منافسة مع خادمتها على رجل واحد، وتغادر عايدة بعد ذلك بعد تهديد أمنريس.
المشهد الثاني
موكب النصر يدخل المسرح مع عزف مارش النصر التاريخي، ويتقدم الجيش راداميس المنتصر، ويلحقه قواته مع الأسرى الذين جاؤوا بهم من المعركة، ويتقدم راداميس للفرعون، ويطلب استدعاء الأسرى، لتفاجئ عايدة بوالدها بينهم، لكنه يتخفى في زي جندي عادي، حتى لا ينكشف أمره بأنه الملك، ويدافع أمام الفرعون عن حياته وحياة الأسرى الذين معه، أمام رفض رامفيس كبير الكهنة، ومطالبة الكهنة بإعدامهم جميعا.
يطلب راداميس من الملك تحرير الأسرى، كمكافأة له على نصره، وأمام اختلاف الآراء، يقرر الفرعون وقف الإعدام، لكن يحتفظ بالأسرى دون إعطائهم الحرية، وبعدها يتقدم راداميس إلى الأميرة أمنريس، التي أيقت أنه لا مفر من زواجه منها.
الفصل الثالث
في معبد إيزيس، تصلي أمنريس عشية زواجها من راداميس، وعايدة في خلسة من الأعين تلتقي بأبيها الذي فاجأها بطلبه، بأن تتحدث إلى راداميس من أجل إخبارها بخطة الحرب، ونقلها إليه، حتى يستطيع نصب فخ كبير للجيش المصري.
يصل راداميس، ويلتقي بعايدة، والتي تقول له بأنه لا يحبها لأنه يرفض الهروب معها إلى إثيوبيا، وتخبره بأنه إن بقيت ستعدم هي وأبيها، فيوافق على الهروب معها، وتسأله هي عن طريقة الخروج وتجنب القوات المصرية، فيخبرها بتحركات الجيش، وفي تلك اللحظة يدخل والد عايدة ويكشف عن نفسه، ليعرف راداميس بأنه خان لتوه وطنه.
يسلم راداميس نفسه بشكل يائس إلى رامفيس وأمنريس، ويخبرهم بما ارتكب من جرم.
الفصل الرابع.. المشد الأول
راداميس أمام الكهنة، ينتظر الحكم القاسي، وتخيره أمنريس للمرة الأخيرة بين هي وحياته، أو عايدة، لكنه يظهر حب عايدة، ليكون الحكم القاسي، وتدخل الكهمة إلى الغرفة، ويتلون عليه التهم التي ارتكبها، ويحكمون عليه بعدها بالموت بطريقة الدفن حيا، بسبب الخيانة.
المشهد الثاني
راداميس في قبوه ينتظر الموت، يفكر في عايدة، ويتمنى الموت بين ذراعيها، لتفاجئه عايدة بأنه موجودة معه، وينتهي العرض بمشهد حزين يجسد موت الإثنين، مع ظهور أخير لـ أمنريس تنتحب راداميس.