بينظير بوتو السيدة الأولى وأشهر زعماء باكستان.. لماذا اغتالها المتطرفون؟
بينظير بوتو، الزعيمة الباكستانية، ورئيسة الوزراء التي اغتيلت في 27 ديسمبر من عام 2007، كانت أول زعيمة منتخبة ديمقراطيا في باكستان، كما كانت تعادي تيارات التطرف والإرهاب، والفساد السياسي الذي عانت منه البلاد سنوات طويلة.
ولدت بينظير بوتو في عام 1953، لعائلة من الأثرياء، وكانت عائلتها محاطة بشكل دائم بكبار الساسة في باكستان، تلقت تعليمها في أهم المدارس الباكستانية، والتحقت بجامعة هارفارد، وأكسفورد، وكان والدها مؤسس حزب الشعب الباكستاني، وشغل منصب رئيس الدولة ورئيس الوزراء، وأطيح به في انقلاب عسكري، وأعدم في 1979.
أثر إعدام والد بينظير بوتو على حياتها فيما بعد، ودخلت عالم السياسة، والتي دخلت على إثرها المعتقل العديد من المرات، وفي عام 1988، توفي الجنرال ضياء الحق المنقلب على أبيها، لتفوز بينظير بوتو بالانتخابات، وتشكل الحكومة بعد ثلاثة أشهر من وفاته، وكانت وقتها أول امرأة وأصغر شخص، ترأس دولة إسلامية في العصر الحديث.
أقيلت من منصبها عدة مرات، أولها عام 1990، بعد مضي أقل من نصف فترتها الرئاسية، وأعيد انتخابها 1993، وأقيلت في عام 1996، وخلال عزلها في المرتين، واجهت اتهامات بالفساد وسوء استعمال السلطات، وقبول رشاوي، وتم سجن زوجها، ونفيت هي إلى لندن.
العودة لباكستان وتحدي التطرف
عام 2007، وسط ضغط شعبي كبير، حصلت بينظير بوتو على عفو من رئيس الدولة برويز، ووسط أنباء عودتها إلى باكستان، كانت بوتو، تتلقى الكثير من التهديدات من الجماعات الإسلامية، باغتيالها.
تجاهلت بينظير بوتو التهديدات الموجهة لها، وعادت إلى الوطن بأحلام جديدة، كما عقدت العزم على الترشح في الانتخابات العام 2008، وفي 27 ديسمبر، أثناء تواجدها بين حشود من أنصارها، من حزب الشعب، وغيره، كانت بوتو تلوح بيديها للجماهير من سيارتها، وفي تلك اللحظات، قام مسلح وسط الحشود، بفتح سلاحه الآلي على سيارتها، وبالتزامن مع إطلاق الرصاص، انفجرت عبوة ناسفة، قتلت 20 شخص، وأصابت 100 آخرين، وتسببت في وفاة بوتو بعدها بساعات قليلة.
بعد وفاة بوتو، أعلنت المخابرات الأمريكية، بالمشاركة مع مسؤولين في باكستان، عن تورط شخص يدعى بيت الله محسود في قتلها، وهو أحد المتطرفين الباكستانيين، والمتورط في العمل مع تنظيم القاعدة.