كيف تسببت واقعة طلاق في إنهاء الكاثوليكية وسيطرة البابا وإنشاء كنيسة إنجلترا؟
نمر اليوم بذكرى منع البابا كليمنت السابع، الملك هنري، ملك إنجلترا، من الزواج مرة أخرى، حيث أرسل له في 5 يناير من العام 1531، رسالة تحمل تحذيرا للملك، وتهدده بالحرمان الكنسي، وتعد تلك المشكلة تاريخيا، من أهم أسباب التخلي الإنجليزي عن المذهب الكاثوليكي، وإنشاء كنيسة إنجلترا.
عندما ظهرت الدعوة اللوثرية، كان الملك هنري من الرافضين لها، ولدعاوى الإصلاح التي دعا إليها مارتن لوثر، حتى أعطاه البابا في ذلك الوقت لقب المدافع عن الإيمان، لكن لم تكد تمر القليل من السنوات، حتى أصبح هنري نفسه، هو مؤسس الكنيسة الإنجليزية.
حلم الولد الوريث
كانت المشكلة الكبيرة التي جعلت هنري يعيد تفكيره بشأن الإصلاح الكنسي، عندما انتهى زواجه بالفشل، من كاثرين أراغون، والفشل هنا، كان عدم إنجاب ولد يكون وريثا للعرش الإنجليزي، كما كان الملك على علاقة بـ آن يولين، وهي صديقة لزوجته، وأختها كانت عشيقة لهنري نفسه سابقا.
تطورت العلاقة بين الملك وبين آن يولين، والتي رفضت أن تصبح مجرد عشيقة، ليذهب الملك إلى البابا في 1527 ويطلب منه أن يوافق على طلاق كاثرين، وكانت دوافعه التي قالها أمام البابا، بأن الزواج، كان ضد إرادة الله، والسبب أنها كانت متزوجة من أخيه الراحل آرثر في السابق.
لم يرحب البابا كليمنت السابع بالفكرة، وذلك لأن زوجة الملك، أراغون، هي عمة الإمبراطور الروماني المقدس تشارلز الخامس، ملك إسبانيا، وكان البابا في ذلك الوقت، صاحب النفوذ الأكبر في الإمبراطورية الرومانية.
الحل السحري وشرارة الإصلاح الكنسي
لم يجد الملك سبيلا سوى الاستماع إلى مستشاره توماس كرومويل، ورجل الدين توماس كرانمر، وهما من البروتستانت، وقالا له بأن الملك لا يجب أن يخضع لسلطة البابا، فأعجب هنري بالحديث، وعيّن كرانمر، رئيسا لأساقفة كانتربري، والذي بدوره منح في يونيو من عام 1533، الملاك طلاقه من كاثرين زوجته، وطردها من بلاطه، وتزوج آن يولين في العلن بعد أن كان الزواج منها في السر منذ عام 1532.
أصدر الملك هنري في أعقاب هذا الزواج العديد من القرارات التي أنهت الشكل المسيحي القديم في بريطانيا، وأنهت الحكم البابوي، وسيادة الكنيسة الكاثوليكية، وأنشأ كنيسة إنجلترا، التي أصبح هو رأسها، وتسببت تلك القرارات، في أن أصبح الملوك الإنجليز بعد هنري، لهم مطلق الحرية والسلطة.
جاء اجتماع البرلمان أيضا عام 1534، معززًا لتلك القرارات بالسيادة، وبإعطاء الملك السلطة الأعلى، وسلطة رئيس الكنيسة، وقام الملك بمصادرة كافة أموال وممتلكات الكنيسة، وأصبحت كل ممتلكات الكنيسة، خاضعة للتاج البريطاني، وكانت نقطة بداية الإصلاح الكنسي، والذي أكملته من بعده ابنته من آن بولين، والتي حكمت إنجلترا لـ 50 عاما.