تكلف ترميمه 8 ملايين جنيه.. القصة الكاملة لانهيار العنبر رقم 7 على عمال شركة النصر بالمحلة
كشف النائب أحمد بلال البرلسي، عضو مجلس النواب عن دائرة المحلة أن العنبرين 7 و8 بشركة النصر بالمحلة التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام تم ترميمهما مؤخرا من قبل وزارة قطاع الأعمال العام بمبلغ 8 ملايين جنيه، ورغم ذلك سقط سقف العنبر رقم 7 بشركة النصر بالمحلة على رأس العمال، ما أدى إلى وفاة عامل لا ذنب له وهو العامل السعيد شعبان السعيد نعمان، الذي كان يعول أسرته فضلا عن والده المصاب بجلطة، ولم يعد سوى شقيقه الأصغر الحاصل على دبلوم هو العائل الوحيد للأسرة بعد وفاة العامل السعيد الشافعي، مضيفا أن الحادث تسبب أيضا في إصابة عدد من العمال الآخرين.
وحمل النائب أحمد بلال البرلسي في تصريحات لـ القاهرة 24 وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق مسئولية سقوط هؤلاء الضحايا وإنفاق الملايين من الجنيهات على عمليات التطوير دون جدوى في الوقت الذي يتحدث فيه عن إنشاء أكبر مصنع للنسيج في العالم بمدينة المحلة.
تشكيل لجنة تقصي حقائق
وأكد النائب أحمد بلال البرلسي أنه جمع حتى الآن 40 توقيعا لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لكشف المتورطين في الواقعة، كما طالب بالتقارير الفنية الخاصة بعمليات الترميم وملف كامل عن حالة انهيار العنبر رقم 7، متسائلا كيف ترك وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق العمال يعملون في ظل وجود عنابر متهالكة تهدد حياتهم، مشيرا إلى أن وجود العاملين بعنبر رقم 7 الذي حدث به الحادث كان خطأ، لأن شركة النصر بكاملها التابع لها عنبر رقم 7 تسلمها فعليا بنك الاستثمار القومي وأصبحت وحدة إنتاجية ضمن شركة غزل المحلة مطالبا بمحاكمة وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق لمسئوليته عن الواقعة.
وكان النائب أحمد بلال البرلسي، عضو مجلس النواب عن دائرة المحلة، قد شن هجومًا شرسًا ضد مسؤولي قطاع الغزل والنسيج، واتهمهم بالتسبب في تدهور الصناعة وإهدار ملايين الجنيهات على ما سماه التطوير الوهمي.
وقال البرلسي في تصريحات له أنه على مدار 12 ساعة، تابع تفاصيل كارثة انهيار عنبر 7 بشركة النصر بالمحلة، على العمال مما أسفر عن وفاة العامل السعيد الشافعي شهيد لقمة العيش، وإصابة ٧ آخرين.
وأضاف البرلسي أن هذه الواقعة تكشف عن أنه مازال هناك من المسؤولين من لا يراعون حرمة لدم مصري ولا للمال العام، بعد انهيار سقف تم إنفاق ملايين الجنيهات لترميمه، وهي مسؤولية تستوجب المحاسبة جنائيًا وسياسيًا، على مدار سنوات، تم تحميل عمال الغزل والنسيج مسؤولية انهيار القطاع، وتناسى الجميع أو تغافلوا عن فساد قيادات القطاع، فالملايين التي أُنفقت على ترميم غير حقيقي تسبب في النهاية في سقوط دماء عمال مصريين وتدمير ماكينات الشركة وما هي إلا مؤشرات لملايين ومليارات تم إنفاقها على مدار السنوات الماضية بدعاوى تطوير وغيرها ولم تكن سوى تخريب متعمد وممنهج للصناعة المصرية، وفي النهاية يتم تحميل شماعة الفساد والفشل على العمال.
وأشار عضو مجلس النواب أن الكارثة الأكبر في أن يقع الحادث في القطاع الذي تنفق عليه الدولة المصرية 21 مليار جنيه لتطويره، وهو المشروع الذي من المتوقع أن ينتهي منتصف العام الجاري، وفي المدينة التي تشهد بناء أكبر مصنع غزل ونسيج في العالم، فكيف لتطوير بهذا الحجم وفي هذه المدينة أن يتناسى أرواح عمال مصريين يعملون في مثل هذه الظروف القاتلة.
ووجه البرلسي الشكر للنيابة العامة على سرعة تحركها في هذه الواقعة بما يتناسب مع روح فقدناها نتيجة الفساد والإهمال الجسيم، مؤكدًا أنه سيستخدم كافة الأدوات الرقابية البرلمانية والإجراءات القانونية للوقوف على حقيقة ما حدث ومحاسبة من تسببوا في الكارثة.
ومن جانبه أعلن مجلس إدارة النقابة العامة للغزل والنسيج برئاسة عبدالفتاح إبراهيم، تقديم الدعم المادي إلى شهيد العمل والمصابين في حادث شركة النصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى المتضررين من انهيار أحد أسقف صالات النسيج.
وحسب بيان اليوم، أكدت النقابة، أنه جار التنسيق مع إدارة الشركة واللجنة النقابية لصرف إعانات عاجلة إلى شهيد العمل وكذلك المصابين.
وقال عبدالفتاح إبراهيم في تصريحات صحفية إن ما تقوم به النقابة العامة يأتي في إطار دورها المستمر ليس فقط في توعية عمالها بحقوقهم وواجباتهم، ولكن أيضا في الوقوف بجانبهم وقت المحن والأزمات، مكررا عزاء النقابة العامة في شهيد العمل، ومتمنيا للمصابين سرعة الشفاء.
وشهدت قرية الدواخلية التابعة لمركز المحلة بمحافظة الغربية تشييع جنازة العامل السعيد شعبان السعيد نعمان، ضحية واقعة انهيار سقف عنبر مصنع شركة النصر للغزل بالمحلة، في مشهد جنائزي شارك فيها المئات من زملائه العمال والعاملات حتى مثواه الأخير ودفنه بمقابر أسرته.