رحلة صعود صاحب الجماعة.. نقاد وفنانون يبرزون أهم محطات وحيد حامد في برنامج عن قرب
في الذكرى الأولى لوفاة الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، خصص برنامج عن قرب الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني حلقته الأولى لاستعراض سيرة الكاتب الكبير وتفاصيل تجربته في الكتابة السينمائية وتجاربه المتنوعة في الكتابة من القصة إلى السيناريو وأعماله في السينما والدراما والدراما الاذاعية والأعمال المسرحية والتي تعتبر معادلة صعبة في تاريخ مصر.
الجزء الأول من برنامج عن قرب شهد مشاركة عدد من صناع السينما المقربين للكاتب الكبير والذين شاركوا معه في العديد من الأعمال التي خطها قلم وحيد حامد على رأسهم الكاتب والناقد السينمائى طارق الشناوي والفنانة يسرا والكاتب والسيناريست بشير الديك والمخرج مروان حامد نجل الكاتب الراحل والمخرج شريف عرفة وعصام زكي الكاتب والناقد واللواء فؤاد علام، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة سابقا.
عن قرب، ومن خلال العديد من الذين شاركوا صاحب الكرامة رحلته من انطلاقتها الأولى وحتى محطة النهاية قدم سردًا لتفاصيل سيرته ومسيرته التي لم يحظى بمثلها كاتب سينمائي مصري من قبل وتميزت بتفردها الشديد وكيف وظف وحياة حامد كتابته السينمائية في إعادة كتابة الواقع المصري على مختلف الفترات الزمنية وبعبقرية الحوار التي كان حامد يحرص على أن تجتذب المشاهد لتضعه في سياق الأحداث.
لماذا أصبح وحيد حامد؟
الناقد السينمائي طارق الشناوي قال إن الكاتب والمؤلف الكبير الراحل وحيد حامد هو فلاح مصر الفصيح حتى أن الراحل كان يستطيع تحويل أي موقف إلى قصة درامية فهو قارئ جيد ولدية إلمام كبير بالثقافة العامة.
الفنانة يسرا كشفت إن الكاتب والمؤلف الكبير الراحل وحيد حامد عندما يقوم بالكتابة عن موضوع لا يتعرض له بشكل سطحي بل أنه يغوص في كل تفاصيله ومضمونه، مشيرة إلى أنه يبدوا من الوهلة الأولى أنه يتناول موضوع عادي ولكنه في الحقيقة ليس عادي بالمرة.
فيما قال الكاتب والسيناريست بشير الديك، إن الكاتب الراحل وحيد حامد هو حريف ومعلم ويعرف كيف يحكى بما يوحى لك بان القصة حقيقية وان القارئ مشارك فيها.
وأضاف أن وحيد حامد لدية الكثير والكثير الذي يمس شغاف القلب فهو ليس مجرد مفكر ولكنه أيضا لعيب شاطر وحساس كما إنه شاعر كبير.
من جانبه، قال المخرج شريف عرفة، إن السيناريست الراحل وحيد حامد، كان لديه فكر كبير وإبداع فى كتابة الرواية، موضحا أنه كانت لديه القدرة على المزج بين فن كتابة السيناريو وفن كتابة الرواية.
وأضاف شريف عرفة: مش عاوز أتكلم عن وحيد حامد بلفظ كان لأنه موجود معايا وعلى الشاشة وفي كل حتة ممكن تشوفها، وأثره موجود في كل الناس، مشيرا إلى أنه يعطى طاقة كبيرة لشغله، وكمان عادل إمام بيدى طاقة كبيرة للعمل، وأنا بحييه لأنه عايش لدلوقتى.
وأكد شريف عرفة أن فيلميه مع الراحل طيور الظلام والإرهاب والكباب، كانا لتسليط الضوء على بعض السلبيات داخل المجتمع، والهدف منها كان هو التصحيح.
وتابع شريف عرفة: فيلم طيور الظلام كان له رؤية مختلفة، ولم يحدث حوله ضجة إلا بعد قيام أحد المحامين برفع قضية على الفيلم لوقف عرضه داخل صالات السينما، وهو ما أثار بلبلة كبيرة فى الشارع المصري.
وقالت السيناريست مريم ناعوت، إن وحيد حامد خاض عدة معارك فى جبهات متعددة، كانت إحداها معركة كبيرة، وكانت هناك معارك صغيرة بين السطور موجودة.
وتحدث فؤاد علام، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، ليؤكد أن السيناريست الراحل وحيد حامد، مصري حتى النخاع، ووطني بلا حدود.
وأكد أن وحيد حامد لم يكن يهمه رأي رجل أعمال، قدر ما يهمه الوصول بالحقيقة إلى قلب كل مواطن.
كيف خاض وحيد حامد الرحلة؟
بشير الديك قال إن أفضل شيء في الكاتب الراحل، هو أنه كان دائم السمع وليس الطاعة، حيث كان يسمع كل شيء، ويتعاطى بما يتجاوب مع داخله، ويشعر على كونه حقيقي، كان فيه حس الفكاهة والحكمة.
وقال مروان حامد، إنه كان دائم القراءة في سيناريوهات والده منذ أن كان بعمر الـ13 عام، وهو ما علمه الكثير قبل دراسته بمعهد السينما أو العمل كمخرج، مضيفا: كل سيناريو حرفيا مختلف عن السيناريو الثاني، وفيه تنوع وغزارة في كل أنواع القوالب الدرامية، وكان عنده النسخة الأولي اللي بتظهر على الشاشة.
وأضاف: كان معروف جدا أنه متمسك بكل كلمة بيكتبها، وعلشان كده الأفلام اللي كان بيكتبها مطابقة تماما للسيناريو، وفي الأوقات الصعبة كان بيقول ما يملي عليه ضميره، حتى لو كان ده عكس السائد أو ما يراه أغلب الناس، وكان عنده قدرة في رؤية الأمور بشفافية كبرى
طارق الشناوي قال إن السينما تؤرخ بالمخرجين، عكس المسرح الذي يؤرخ بالكاتب، ورغم ذلك كانت إرادة وحيد حامد ككاتب موجودة في كل الأفلام التي كتبها، وكان يتطلع إلى الغد في أفلامه، فقد كان يتعامل مع مخرجين صاعدين، ويحرص على تغيير لغته السينمائية لأنه لو تجمد عند مرحلة لم يكن يستطع أن يعبر، ففكر في المخرج شريف عرفة في مطلع التسعينيات، عندما أخرج فيلم اللعب مع الكبار، وكان عمرها وقتها 28 سنة فقط، ولم يكن قد أخرج أفلاما تجارية، بينما كانت أعمال وحيد حامد أفلام شباك، وتحقق نجاحات كبيرة.
متى بدأت انطلاقة وحيد حامد؟
قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن بداية الكاتب السيناريو الراحل وحيد حامد كان تلمح على أنه سيصبح ظاهرة فريدة في تاريخ الفن المصري، لافتًا إلى أن تلك البداية كانت من الإذاعة المصرية.
وأضاف أن الراحل وحيد حامد كان يكتب للمسرح وفجأة التقي الراحل يوسف إدريس، فظهر الراحل وحيد حامد كأبرز الكُتاب الإذاعيين، ولعل أبرز أعمله التي كانت سر النجاح كانت من الأعمال الإذاعية.
فيما قال المخرج شريف عرفة، إن كاتب السيناريو الراحل وحيد حامد، كاتب روائي لديه فن وإبداع في كتابة الرواية، وما جعل روايات الراحل مختلفة عن غيرها تطرق الراحل في تلك الروايات لشخصيات في الحياة الحقيقة، حيث لا يستطيع غيره أن يقوم بهذا العمل بهذا الإتقان والتقارب بين الشخصية الفنية والشخصية الحقيقة الواقعية.
مروان حامد: مسلسل العائلة تسبب في محاولة اغتيال لوالدي وتم تعيين حراسة له
بينما ذكر مروان حامد، نجل الكاتب السيناريو الراحل وحيد حامد، إن رحلة والده من الريف إلي القاهرة أثرت فيه تأثيرا كبيرا للغاية، موضحا أن هذا التأثير ظهر في أعمال فنية كثيرة من أعمال الراحل وأن أبرز الأعمال التي ظهر فيها تأثير الحياة الريفية علي حياة والدي الراحل "اضحك الصورة تطلع حلوة.
الفنانة يسرا قال أيضا إن وحيد حامد كان يفتخر أنه فلاح مصري أصيل اتعلم لما جه القاهرة، وهو كان انطوائي بشكل كبير في البداية، مفيش حد فينا كان عارف يخترقه أو يكسر الحاجز بينك وبينه.
فيما يقول طارق الشناوي، إن وحيد حامد كان يتميز بالفطرة والعلم ولديه صدق زائد؛ يعنى مثلا كان بيقول إنه كان بيروح المدرسة حافى القدمين مين ممكن يقول الكلام ده؟!
وقال الكاتب والسيناريست، بشير الديك، إن الراحل وحيد حامد كان بداخله حكمة وقدرة الفلاح على تجاوز الصعاب، وعمل كل ما هو مستحيل.
وحيد حامدا سيدا للكتابة
مروان حامد قال ان والده كان يتعمد أن يتنقل من نوع لنوع، مضيفا: "والدى كان له طريقة في الشغل كان بيكتب وبعد ما يكتب يخلص السيناريو بتاعه وبعد كده يعرضه على الرقابة وبعدها يبدأ يعرضه على منتج أو مخرج، ويبدا المشروع بتاعه، كان يرى أن دوره وواجبه إنه يقول ما يمليه عليه ضميره حتى وإن كان عكس السائد.
وأكدت مريم ناعوت الكاتبة، أن الراحل وحيد حامد خاض عدة معارك في جبهات عدة كانت إحداها معركة كبيرة، وكانت هناك معارك صغيرة بين السطور موجودة، وتابعت: أعتقد دى الحرفة والحكمة يعنى إزاى يمرر كل اللى هو عاوزه دون الصدام مع المؤسسات.
فيلم البرئ
الناقد الفني طارق الشناوي قال إن فيلم البريء شاهده 4 وزراء ليتم تمريره وعرضه مضيفا: اللي اعترض عليه سعد الدين وهبة، بالرغم إنه ليبرالي بطبعه، لكنه شاف إنه فيه جرعة ممكن يساء تفسيرها أو تؤدي لشيء سلبي في الشارع، لكن وافقوا على الفيلم.
عصام زكي أكد أن ما حدث لفيلم البريء كان من الممكن أن يحبط وحيد حامد لكن ما حدث بعد منع الفيلم مباشرة وقعت أحداث الأمن المركزي الشهيرة آنذاك، وهذا دليل على أن وحيد حامد كان لديه حق وبُعد نظر.
وحيد حامد.. الغاضب في التسعينيات
مروان حامد قال: كان عنده قدرة فذة على إدارة المعارك وكان لديه القدرة على استكمال مشواره بعد العمل والدفاع عنه وكان لديه القدرة على حماية أعماله.
بينما ذكر طارق الشناوي: كان في ناس تحت الهامش ووحيد حامد كان يراهن على ذروة الهامش، شوف الإرهاب والكباب فيلم قد إيه شعبى وإزاى نقل عادل إمام لمرحلة ثانية، ورهان على مخرج ده كان أول رهان على شريف عرفة من وحيد.
برنامج عن قرب يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، إخراج معتز مختار، وإعداد نسمة تليمة وأرشيف أيمن عثمان ومونتاج محمد سعيد أنور وشادي عبد الغفار ومدير تصوير بيشوي عاطف ومنتج فني أحمد فؤاد الدين، وتصوير عمرو المصري.
