جزائريون عن زيارة الرئيس تبون للقاهرة: مرحلة جديدة من العلاقات.. ونتمنى التوصل لتحالف استراتيجي اقتصادي وعسكري
كثيرة هي الملفات التي ستكون حاضرة على طاولة الحوار والنقاشات التي تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في أول زيارة يقوم بها الأخير للقاهرة.
زيارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لمصر، وصفها مراقبون جزائريون بالهامة كونها تدشن لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، في ظل أزمات تضرب أغلبية البلدان العربية.
علاقات ثنائية بين القاهرة والجزائر
السياسي الجزائري فؤاد سبوتة، نائب رئيس مجلس الأمة الجزائري، قال لـ القاهرة 24، إن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون للقاهرة تحمل الكثير من الآمال في جمع العلاقات الجزائرية المصرية، كما أنها ستحمل بين طياتها الكثير من الملفات العربية وأخرى الثنائية بين البلدين.
وعلى المستوى الثنائي بين البلدين، أكد نائب رئيس مجلس الأمة الجزائري، أن الزيارة سيكون فيها ارتقاء للعلاقات السياسية في لقاء القمة الذي يجمع بين الرئيس المصري والرئيس الجزائري والذي سبقه لقاء آخر لوزير الخارجية الجزائري.
وتابع سبوتة: من شأن هذه الزيارة أن تحسن العلاقات بين البلدين، وأيضًا تطورها إلى مجالات أخرى أبرزها الجانب الاقتصادي خصوصًا وأن هناك ثمة استثمارات مصرية للجزائر يمكن أن تتطور، وهناك أيضًا عمل كبير يجري الآن في مصر عبر جملة من المشاريع ومن ثم يمكن لرجال الأعمال الجزائريين المساهمة في هذه المشاريع المختلفة.
جمع الفصائل الفلسطينية
وأضاف سبوتة: في الشق الآخر وعبر العلاقات الدولية من المؤكد أن تتطرق الزيارة إلى ملفين مهمين: الملف الفلسطيني، فدائما تكون القضية الفلسطينية محور الحديث العربي العربي خصوصًا لتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية تزامنا مع المبادرة الجزائرية لجمع الفصائل في الجزائر نظرًا لكونها ستكون واحدة من الملفات أو المواضع التي ستناقش مع الطرف المصري.
وتابع السياسي: أيضا الملف الآخر الذي يحمل الأهمية هو الأزمة الليبية، فمصر تتضرر من الوضع الأمني الخطير الذي تعيشه ليبيا والانفلات الأمني لهذا البلد خاصة بعد تأجيل الانتخابات الليبية وأيضا الجزائر لها حدود واسعة مع ليبيا، وبالتالي يمكن أن يشكل هذا الملف مجال للحديث والتباحث حول كيفية دعم المسائل الرامية بشان الاستقرار السياسي ومن ثم الأمني في هذا البلد الجار.
القمة العربية بالجزائر
ونوه السياسي الجزائري فؤاد سبوتة إلى وجود ملفات أخرى ستكون حديث الرئيسين السيسي وتبون، وهو ملف مكافحة الإرهاب سواء في البلدان العربية أو أيضًا ما يجري في مالي، موضحا أن ملف انعقاد القمة العربية المقبلة في الجزائر سيكون محطة مهمة وموضوع مهم سيتم التطرق إليه خصوصًا وأن الجزائر تدفع لأن تكون القمة جامعة لكل البلدان العربية على مستوى القادة، فمصر كانت أبدت موافقتها علي حضور هذه القمة على مستوى القيادة، كما أن الجزائر تسعى من خلال دبلوماسيتها إلى أن تكون سوريا حاضرة في القمة المقبلة، وبالتالي سيكون هذا أحد الملفات الهامة في هذه الزيارة والتي ستتوج بجملة من القرارات على الصعيد السياسي والاقتصادي والعربي.
المحلل السياسي الجزائري الأخضر فراط، وصف لـ القاهرة 24، زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للقاهرة بالخطوة الإيجابية والتي ستدعم العلاقات بين القاهرة والجزائر، كونهما أكبر قوتين عسكرتين في المنطقة، وبالتالي فتقارب كلتا الدولتين يزيد من قوتيهما في مواجهة المؤتمرات والأخطار التي تحيط بهما، كما أنها ستعوض التشرذم الذي تعيشه المنطقة العربية التي أصبحت تتلقى الضربة تلو الأخرى.
تحالف اقتصادي وعسكري
وتابع فراط: نتمنى من هذه الزيارة أن توصل البلدين إلي تحالف استراتيجي سياسي اقتصادي وأمني وعسكري، خصوصا وأن الظرف الآن يقتضي ذلك منا، حماية لشهدائنا المشتركين في حرب أكتوبر عام ١٩٧٣.
وأوضح المحلل السياسي الجزائري، أن الملفات التي سيتم دراستها هي الملف الليبي الذي يعتبر أحد التهديدات الأمنية لمصر وللجزائر في حالة انفلات الأمور وذلك للتنسيق بين مصر والجزائر، كونه أولوية قصوى من أجل دعم حل وطني ليبي بعيدا عن القوى الخارجة عن المنطقة.
وأنهى فراط كلامه قائلا: أيضا سيتم مناقشة الوضع في تونس لدعم الرئيس قيس سعيد في مسعاه لتخليص تونس من حركة الإخوان المسلمين الانقلابية وملف الصحراء الغربية ودعم الحل الأممي للقضية، مؤكدا على حضور الملف الفلسطيني والتعاون بين الجزائر ومصر في هذا الملف الحساس.
ووصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين، القاهرة في زيارة عمل تستمر لمدة يومين، وكان في استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسي
وتعد زيارة عبد المجيد تبون الأولى من نوعها للرئيس الجزائري منذ توليه الحكم نهاية 2019.
وتميزت العلاقات المصرية الجزائرية بالاستقرار كونها علاقات وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي.