يوسف زيدان حول فيلم أصحاب ولا أعز: إلى متى سيبقى هؤلاء المرضى؟
علق الكاتب والمفكر المصري الكبير يوسف زيدان، على الجدل المثار خلال تلك الفترة بسبب فيلم أصحاب ولا أعز، الذي أنتجته مؤخرا شبكة نتفليكس العالمية، وذلك ردا على ما ناله من هجوم هو الآخر بسبب رأيه الذي عرضه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
حيث قال زيدان، متحدثا حول كيفية تفكير معظم الناس: كثيرٌ من الناس في أيامنا، ما عادوا يقرؤون إلا ما هو مدموغ من قبل في أدمغتهم، ومهما كلَّمتهم لا يفقهون قولًا.
ويضيف: أمس كتبت هنا عن الصخب المُثار حول فيلم أصحاب ولا أعز، ودلالة ذلك الصخب على الفراغ الفكري والوجداني عند معظم الناس، ولم أُشر في كلامي من قريب ولا من بعيد، إلى أنني أُقيِّم الفيلم أو أنتقد الميول الجنسية عند بعض الناس، وكانت تعبيراتي في البوست واضحة ومحددة، وذكرتُ في التعليق على أول تعليق، أنني لم أكمل الفيلم لأنني وجدته مملا، وكنت من قبل قد شاهدت أصله الإيطالي، فتركت مشاهدته وشاهدت الحلقات الجميلة Roman Empire التي تحكي عن ماركوس أورليوس، الإمبراطور الفيلسوف الرواقي وابنه الإمبراطور كومودوس الذي شوه شخصيته فيلم Gladiator.
ويستكمل يوسف زيدان: ولكنني مع كل ذلك، وجدت كثيرين يهاجمونني على صفحتي وعلى صفحاتهم، ويزعقون ويصخبون بعباراتٍ مكرَّرة ليس لها مبرِّر، يردُّون بها على ما لم أقُله: كيف تتحدث عن فيلم لم تشاهده، كيف تهاجم المثليين، كيف تنتقد شبكة نتفليكس؟!! وكان بعضهم معدوم الأدب واللياقة والتربية، فاضطررتُ إلى حظرهم وحذف صفاقاتهم.
ويتساءل زيدان: إلى متى سيبقى هؤلاء المرضى يجوبون وسائل التواصل الاجتماعي، ويشوِّشون على كل نقاشٍ مجتمعي؟ يبدو أن الإجابة هي: سوف يبقون إلى الأبد، ما دام التعليم في بلادنا متدهورًا، والبديل العاجل لحين إصلاحه، وهو التثقيف العام غير متاح، ولا مسموح به.
يوسف زيدان: أصحاب ولا أعز ممل ومشهد منى زكي ليس له دور فني
وكان يوسف زيدان قد علق سابقا على أحداث الفيلم، والجدل المثار حوله، بأنه كان فيلما مملا، ومشهد منى زكي ليس له دور فني، حيث قال: مشهد الخلع في الفيلم، أعني المشهد الذي أثار الثيران والأبقار، لم تكن له وظيفة فنية تبرِّره، ولو لم يكن موجودًا ما نقص الفيلم أيّ شيء.. وكون الزوجة تكتشف أن زوجها غير سويٍّ جنسيا، بعد سنوات طوال من الحياة معه وإنجاب عدة أطفال منه، هو أمرٌ غير مقنع فنيًّا ولا يقنع إلا ضعاف العقول والسفهاء، وشبكة نتفليكس تُعلن بوضوح عن انحيازها إلى جانب اللواطيين والسحاقيات، وهذا اختيار هذا الشبكة، فما شأن الذين لا شأن لهم، بهذا الانحياز.
جدير بالذكر أن فيلم أصحاب ولا أعز، من بطولة الفنانة منى زكي، والفنان إياد نصار، وقد أثار هذا الفيلم بالتزامن مع عرضه مؤخرا، جدلا كبيرا، وانقساما في الشارع المصري، بسبب مشاهده التي وصفها البعض بأنها مخلة، ووصفها آخرون بأنها مشاهد طبيعية، ولم تتخط الحدود، بينما رأى البعض أن الفن لا ينبغي مهاجمته بسبب أعراف مجتمعية سائدة.