مصري بالخارج يخترع روبوتا طبيا للتدخل الجراحي: بنجرب ونفشل 100 مرة.. وسيفتح أبوابًا في مجال الأوعية الدموية
في عام 2014، تخرج محمد عبد العزيز، الباحث المصري بالخارج، وتحديدًا من الجامعة الألمانية بالقاهرة كلية الهندسة وفي السنة الأخيرة بالجامعة، وجد شغفه بمجال الميكاترونيكس، وهو مجال يجمع بين هندسة الميكانيكا وهندسة الكهرباء والكمبيوتر والإلكترونيات لإنتاج جهاز حديث، ليبدأ بعدها رحلة بحث أخرى حول استخدام هذا المجال في الطب والتأثير على المجتمع إيجابيًا.
وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية، بدأ الباحث المصري محمد عبد العزيز، رحلته في الحصول على الدكتوراه بالمملكة المتحدة، وبالتحديد مركز هاملين للجراحة الروبوتية في جامعة إمبريال كوليدج بلندن، ونتيجة لخبرته في مجال الروبوتات في دراسة الماجستير، قرر أن يخوض نفسها ولكن في الأوعية الدموية، ليستطيع تصميم وتصنيع ودمج منصة جراحية روبوتية آمنة تساعد الجراحين على مواجهة التحديات التي تقابلهم بغرفة عمليات المرضى الذين يعانون من مشاكل في الشرايين والأوعية الدموية، ويحصل على الجائزة العالمية مبتكرون.
من ماذا يتكون جهاز الروبوت؟ وكيف يساعد الأطباء والمرضى؟
أوضح عبد العزيز، الباحث المصري في مرحلة ما بعد الدكتوراه، في تصريحاته مع القاهرة 24، أن المنصة الجراحية الروبوتية تتكون من عنصرين أساسيين، حيث روبوت خالي من المعادن، بل مصنوع من البلاستيك طباعة ثلاثية الأبعاد ويعمل بالهواء المضغوط لتحريكه بدلًا من الكهرباء، كما أنه يتيح محاكاة اللمس ويتم تثبيته على سرير العمليات بجانب المريض، مما يساعد الطبيب على البعد عن التعرض للأشعة السينية والتحكم بالأنبوبة والسلك داخل شرايين المريض بدقة عالية من خارج غرفة العمليات، مؤكدًا: «خوضنا تجارب مختلفة على الحيوانات وأثبتنا كفاءة المنصة».
كان لهذه المنصة الجراحية الروبوتية ما يميزه عن الأجهزة المشابهة له بأوروبا وأمريكا، حيث أشار الباحث المصري عبدالعزيز، إلى أنه يتميز عن غيره بإتاحة استخدامه داخل الرنين المغناطيسي بدلًا من صبغة اليود، مما يساعد الرؤية الأفضل والتشخيص الأدق، بالإضافة إلى مساعدة الأطباء والمرضى على نقل العمليات من الكشف الفلوري للرنين المغناطيسي، قائلًا: «نقل العمليات للرنين المغناطيسي سيفتح أبواب كثيرة في تدخلات الأوعية الدموية، فمن خلاله يستطيع الطبيب التشخيص ورؤية فاعلية العلاج في آن واحد».
كواليس ثلاث سنوات لاختراع منصة روبوتية طبية
واجه الباحث المصري، البالغ من العمر 35 عامًا تحديات كثيرة على مدار الثلاث سنوات الماضي، فكان منها كيفية تصميم الروبوت بطريقة تساعد على الجراح والطاقم الطبي في تقليل الوقت المستغرق في العملية، بالإضافة إلى سهولة دمجة في غرف العمليات الموجودة في الوقت الحالي، بالإضافة إلى الوقت الكبير الذي استغرقوه في صناعة المواتير الخاصة بالروبوت لكي تكون بلاستيك وتعمل بالهواء المضغوط.
لم تكن أيضًا الغربة سهلة على الباحث المصري محمد عبد العزيز، قائلًا: «بنجرب وبنفشل شبه يوميًا ومن 100 مرة مرة تشتغل، والبحث العلمي يحتاج لأقصى درجات الصبر وعدم الاستسلام بسهولة».
وفيما يخص حصوله على جائزة مبتكرون، قال عبدالعزيز إن الجائزة تمثل له أهمية كبيرة، وساعدته على انتشار عمله، مردفًا: «شرف ليا طبعا واحد من المبتكرون في المنطقة العربية وشمال إفريقيا»، مُتمنيًا أن يكون من خلالها مصدر إلهام لآخرين في مجال البحث العلمي، وتابع: متفائل جدًا بهذا المجال في المستقبل».
«نفسي نشوف الجهاز خلال 4 سنيين في المستشفى».. بتلك الكلمات أوضح عبد العزيز أنه يحاول جاهدًا خلال تلك الأيام البحث عن مصادر تمويل لهذا الاختراع، حيث إن هناك شركة هولندية اهتمت ببراءة هذا الاختراع وتحدثت مع الجامعة، قائلًا: «بتمنى أكمل بحث في الجامعة وأقدر أخترع أجهزة تفيد كثيرًا من المرضى وتكون في المستشفيات».. واختتم رادفًا: «لازلت أكتشف نفسي وغير متأكد من أي شيء بنسبة نهائية ولكن هدفي هو ابتكار الأجهزة ودخلوها للمستشفيات بأقرب وقت».