جون راسكن.. عانى من الاكتئاب طوال حياته ووصفه تولستوي بأنه سابق عصره
جون راسكن، الناقد والكاتب البريطاني، المولود في 8 فبراير من عام 1819، ويعد أحد أشهر وأهم كتاب العصر الفيكتوري، وكتب النقد، والشعر، والرسائل، والمقالات، وكتب في الجيولوجيا، وعن الأساطير، والعمارة، والاقتصاد، والأدب، وغيرها.
ولد راسكن لعائلة من التجار الأقوياء، حيث كان والده تاجر نبيذ اسكتلندي كبير، جاء إلى لندن، وازدهرت تجارته، ما ساعده في توفير حياة كريمة، وتعليم متميز لـ راسكن، الذي وجه اهتمامه نحو الأدب، ودرس الإنجيل دراسة متمعنة مستوفية.
وبدأ جون راسكن في نشر بعض القطع الصغيرة من أعماله الأدبية، النثرية والشعرية، في المجالات، وذلك عام 1836، كما كان له بعض الآراء الصادمة في مقالاته، التي كانت تمنع من النشر.
وفي عام 1843، نشر راسكن المجلد النقدي الأول، بعنوان: الرسامون المعاصرون، الذي سيظل يعمل على أجزائه الـ5، أكثر من 17 عاما، وحاول فيه أن يشرح أعمال تيرنر، الذي لقي الكثير من الهجوم، من قبل النقاد الكلاسيكيين، وحاول راسكن إظهار إبداعه على مستوى اللون، والفضاء، وطرق رسمه للأشياء المادية الطبيعية.
راسكن الفنان الذي سبق عصره
يرى الكثيرون، أنه لولا كتابات راسكن عن أعمال تيرنر، كان من الممكن أن يظل هذا الفنان من المهمشين إلى يومنا هذا، حيث وصفه راسكن بأنه رسام الطبيعة المثالي الذي مر على هذا العالم طوال تاريخه.
ورأى الكثيرون أن راسكن من المبدعين النادرين في عصره، رغم عدم شهرته الواسعة أثناء حياته، إلا أن تولستوي قال عنه: كان يفكر فيمّا سيفكر فيه الجميع، ويقولونه عنه في المستقبل.
لم تكن حياة جون راسكن بالسعيدة طوال الوقت، فقد عانى على امتداد حياته من الاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، والتي جعلته شبه عاجز عن العمل والإبداع لفترات طويلة، رغم إنتاجه الكبير، وفي عام 1900، رحل راسكن بسبب الإنفلونزا، وكان عمره وقتها 80 عاما.