ليلة السقوط.. المغول يمحون دولة العباسيين للأبد بعد تدمير بغداد
خرج هولاكو على رأس جيشه العملاق، قاصدا إسقاط عاصمة الخلافة العباسية بغداد، حتى وصل قربها، فخرج جنود الخليفة، يتصدون للهجوم المبالغ، لكن في النهاية استطاعت قوات المغول محاصرة دار الخلافة، حتى تمكن من إسقاطها في 15 فبراير من العام 1258.
وحسب المؤرخ صلاح الدين المنجد، في مقال نشره في مجلة العربي، فإن هولاكو تواطأ مع آخر وزراء الدولة العباسية، وزير الخليفة، العلقمي، الذي كان كارهًا لوجود الدولة العباسية، حيث أقنع الخليفة بألا يواجه التتار، وقال له بأن يجلس مع هولاكو، ليقر الصلح بينهم، واقتنع الخليفة بحديث وزيره، الذي دبر أمر سقوط الدولة مسبقا مع هولاكو بعد أن وعده بأن يكون هو نائب التتار على بغداد.
قال العلقمي للخليفة، بأن هولاكو يريد أن يزوج ابنته بابنك، وأقنعه أن يجيب طلبه، ويخرج للقاء، فجمع الخليفة حاشيته، وخرج للقاء هولاكو، مطمئنا لوزيره، وبالتزامن مع خروج الخليفة وحاشيته، ذهب العلقمي إلى بغداد، وجمع أهلها، أعيانها وفقهائها، بحجة حضور زواج بنت هولاكو، فلما اجتمعوا، أمر هولاكو، فضربت أعناق الجميع.
تدمير بغداد وقتل الملايين
وفي تلك الأوقات دخل الجيش المغولي شوارع بغداد، وأخذت جنوده في قتل أهل المدينة، حيث استمرت عمليات القتل أكثر من شهر، مات فيها حسب بعض المؤرخين حوالي مليون وثمانمائة ألف.
وأما شوارع بغداد، حرقت، وهدمت، ولم يبقى فيها بيت ولا قصر إلا وتهدم ونهب، وأبشع ما قام به بعد قتل تلك الأعداد الهائلة، إحراق الكتب، التي كانت تحوي أهم مصادر التراث العربي.
وقف هولاكو بين من بقى على قيد الحياة، وخطب فيهم قائلا، الحمد لله الذي حكم بالفناء على هذه الديار، وأمر بالخليفة وابنه، وقتلهم أمام الناس، وأما العلقمي، فلم يتولَّ أي منصب، وطرده هولاكو، وكانت هذه اللحظة هي لحظة الخلافة العباسية الأخيرة، التي انتهت بعد أن حكمت لأكثر من عام.