جماعة دونر.. كيف انتهى بها الحال وسط الثلوج قبل موت نصف أعضائها؟
وصل رجال الإنقاذ إلى جماعة دونر، والتي تاهت وتقطعت بها السبل وسط الجبال الثلجية، التي حاصرتها من كافة الاتجاهات، في 19 فبراير من عام 1847، حيث كانت المجموعة المهاجرة، في طريقها إلى كاليفورنيا.
انطلقت المجموعة، في صيف 1846، وكانت تتكون من 89 شخصًا، بينهم 31 شخصًا من عائلة دونر وريد، وبعد وصولهم إلى فورت بريدجر، بولاية وإيومنغ، قرر الفريق سلوك طريق آخر غير الطريق المعتاد، وقرروا تجربة مسار جديد، وكان جورج دونر قائدا للمجموعة، التي أكملت طريقها في منتصف يوليو.
قطعت المجموعة رحلة شاقة فوق رمال الصحراء، ومشوا بامتداد نهر همبولت، حتى وصلوا إلى جبال سييرا في نيفادا، في أوائل أكتوبر، وفي 28 أكتوبر، قررت المجموعة التخييم في بحيرة تروكي، والتي تقع في الجبال العالية، على بعد 21 كيلومتر شمال غرب بحيرة تاهو.
وفي ليلة شتوية قارسة، ضربت المنطقة عاصفة كبرى، غطت الأرض والجبال بالثلوج، وسدت الممرات الجبلية، وصارت مجموعة دونر محاصرة، لا تستطيع التحرك، وظلت المجموعة بجوار البحيرة، التي تعرف الآن بـ بحيرة دونر، وبدأوا في بناء خيام مؤقتة، باستخدام العربات الموجودة معهم، والثيران التي استخدموها في الطعام، في انتظار ذوبان الجليد، الذي لم يذب على الإطلاق.
وصول المساعدات ورجال الإنقاذ
في محاولة لجلب المساعدات، خرج 15 رجلًا من أقوى رجال المجموعة، وانطلقوا غربًا حتى وصلوا في 16 ديسمبر إلى قرية شاتر فورت، لكن لم يصلوا جميعهم، كان 7 فقط من إجمالي الرجال، هم من استطاعوا النجاة.
وصلت الأخبار إلى حصن سوتر، وانطلقت مجموعات الإنقاذ في 31 يناير، وعند وصولهم إلى بحيرة دونر، بعد رحلة استمرت 20 يوما، وجدوا المخيم، محاطا بالثلوج الكثيفة، ومن بقى من المهاجرين على قيد الحياة، كانوا مصابين بالإعياء الشديد، قاموا بإطعامهم، وتوفير تدفئة قدر المستطاع، قبل الانطلاق، وفي أبريل، وصلت المجموعة أخيرا إلى كاليفورنيا، لكن ليس الـ 89 الذين خرجوا، بل 45 فقط منهم، هم من استطاعوا النجاة.