آرثر شوبنهاور.. وضع نظرية خاصة عن أصل الأنواع قبل داروين وعادى التعليم الأكاديمي
آرثر شوبنهاور، الفيلسوف الألماني الشهير، أحد أعلام الفلسفة العالمية، المولود في 22 فبراير من العام 1788، واشتهر بفلسفته التشاؤمية، حول الطبيعة البشرية، ونظرياته المتأثرة بكانط وأفلاطون.
ولد شوبنهاور في بولندا، لعائلة ألمانية ثرية، وكان والده تاجرا ناجحا، ووالدته كاتبة، لها ميول أدبية، وفي عام 1793، انتقلت عائلته إلى هامبورج، وفي عام 1805، قام والدته بالانتحار، واهتمت والدته بتربيته، وحرصت على تلقيه التعليم المناسب، حيث قام بالدراسات الكلاسيكية، وأصبح يجيد اليونانية، واللاتينية، وهو في سن الـ 21.
حصل شوبنهاور في 1813، حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة جينا، ونشر وقتها أول كتاب له، ورغم ذلك كان شوبنهاور يكره التعليم الأكاديمي، ويرجع بعض الباحثين ذلك إلى تجربته الخاصة التي مر بها مع الأوساط الأكاديمية، بعد فشل بعض أعماله في أن تحوذ إعجاب الأكاديميين، وعدم إعطائه منصبا للتدريس في جامعة برلين.
كان لـ شوبنهاور آراءه الخاصة في التطور وأصل الأنواع، قبل نظرية داورين الشهيرة، حيث قام بوضع مستويات عديدة للإرادة المتنوعة في الزمن الجيولوجي متبعا نموذج جورج كوفييه، وتصور تطور الأنواع، لكن ليس كافتراض داروين، لأنه تصور فلسفي، لم يبنى على التحليل العلمي الدقيق، المرتبط بالتغيرات التي يرصدها المتخصصين، وكانت فكرته عن التطور أقرب إلى اختلاف تكوين العظام.
مفهوم الحرية في فلسفة شوبنهاور
اعتبر شوبنهاور بأن جميع الأفعال الفردية التي تحدث، هي أفعال محددة سلفا، من خلال سلسلة السببية والدوافع، لكن ذلك لا يمنع تغيير السلوك الفردي من خلال تغيير الدوافع، التي تدفع إرادة الفرد.
وضع شوبنهاور سيناريوهين للحرية، أحدهما مشترك لجميع البشر، ويستمد من حقيقة كلنا الإرادة، والإرادة خالية من الزمان والمكان والسببية، والثاني يشير إلى إنكار الإرادة التي تحدث على المستوى الفردي، وهو أمر استثنائي.