الخميس 26 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

موتسارت المصري.. لماذا أصبح سيد درويش فنان الشعب وملحن عصره؟

سيد درويش
ثقافة
سيد درويش
الخميس 17/مارس/2022 - 02:17 م

سيد درويش، سيّد موسقيين عصره، ونابغة الفن المصري، الملحن الذي ارتبط باسمه التراث الموسيقي ‏المصري، عبر بـ فنّه عن كل فرد في هذا الشعب، ولد درويش في 17 مارس من العام 1892، وخلال عمره ‏الذي لم يتخطى 31 عاما، ترك درويش إرثًا موسيقيًا، ما زالت تتدارسه الأجيال حتى يومنا هذا.‏ 

ولد سيد درويش بـ حي كوم الدكة بالإسكندرية، وكان في ذلك الوقت الشيخ الفنان الكبير سلامة حجازي، ‏هو المتربع على قمة الهرم الفني في الإسكندرية، وعندما بدأ سيد درويش الالتفات إلى الغناء ‏والموسيقى، احتضنه وتبناه حجازي، ووسط أجواء مفعمة بالظلم، والثورات وحركات المقاومة الشعبية، نشأ ‏سيد درويش، حيث كان مولده بعد ثورة عرابي بحوالي 10 سنوات، وكانت مصر تحت الاحتلال البريطاني، ‏وكان الشعب يأن من الإقطاع، وغيرها من الأمور التي شكلت ذهن درويش، الذي صار فيما بعد فنان الشعب، ‏ولسانهم الناطق.‏ 

نقاش وعطار.. بداية المشوار الصعب 

في بداية طريقه، عمل درويش في العديد من المهن، بعد أن توفي والده، تاركا أسرته في حالة من الفقر ‏والعوز، فعمل في البداية في بيع الأثاث مع قريبا له، ثم نقاشا، ثم في محلا للعطارة، وإلى جانب ذلك، كان ‏يداوم على حضور جلسات السمر والموالد، حيث يدعى للغناء فيها، وذلك مقابل 10 قروش في الليلة.‏ 

درس سيد درويش في معهد الإسكندرية الديني، لكنه فصل منه بسبب غناءه في السهرات، وفي عام ‌‏1909، قرر درويش السفر إلى الشام، وهناك التقى بالموسيقي المعروف الموصلي، والذي أخذ عنه العديد من ‏الموشحات الغنائية، وفي 1912، قام برحلة أخرى للشام، وخلال تلك الفترة، بدأ في تعلم آلة العود بشكل ‏احترافي، من خلال الكتب والموسيقيين من حوله، وكان أول ما تعلمه سيد درويش من فن الموسيقى، ألحان ‏سلامة حجازي.‏ 

سيد درويش في القاهرة 

كانت بداية ذهاب سيد درويش إلى القاهرة، عندما التقى بالمخرج والممثل المسرحي الكبير جورج أبيض، الذي ‏سمع غناءه على إحدى المقاهي في الإسكندرية، فطلب منه أن يذهب معه إلى القاهرة، من أجل الغناء ‏بين فصول مسرحية لويس الحادي عشر، وعندما قرر إنشاء فرقة مسرحية غنائية، أسند لدرويش مهمة تأليف ‏الألحان، وكانت نتاج عمل تلك الفرقة، هو الأوبريت المصري الأول، في مسرحية فيروز شاه.‏  

سيد درويش وثورة الشعب 1919‏ 

بالطبع لن يمر حدث هام مثل ثورة 1919، ولن يكون للفنان الذي لقب بـ فنان الشعب دورا وعاملا هاما، في ‏اشتعال أحداث تلك الثورة، فـ صورت أغنيات سيد درويش أحوال المجتمع الفاسد، الذي عانى تحت وطأة هذا ‏الاستعمار، وغنى عن السلبيات المجتمعية، وانتشار العادات السيئة، وغياب الأفكار والمفكرين، ولجوء الناس ‏إلى المخدرات، وهذا في ألحان الحشاشين، والتحفجية.‏ 

صور درويش طبقات المجتمع المصري، من خلال العديد من الأغنيات الشهيرة، مثل الشيالين، والصناع، ‏والموظفين، وغيرهم، من الأغنيات التي حملت بين طياتها هوية المجتمع المصري وطبقاته، فكانت تلك ‏الأغنيات، هي أقرب ما في ذلك العصر‎ ‎لكافة الأطياف، التي تفاعلت، وتماهت مع أغنياته، وشكلت الكثير ‏من حماسها، وأشعلت فتيل ثورتهم.‌‎ ‎

تابع مواقعنا