العِلم صاحبي وتنافست مع شقيق الرئيس السادات.. قصة باحث يحصل على الدكتوراه بعمر الـ 82
تخطى عمر الـ 80 عام، وما زال يبحث عما ينقصه، فدائمًا ما كان يتسائل عن مرحلته المقبلة، ليجد أن الدراسة، هي إجابته الوحيدة والملاذ الآمن له، خاصة أن والدته وصتّه بذلك طيلة عمرها، ليتجاوز المراحل الدراسية كافة، وينتقل إلى مرحلة الدكتوراة في عمر الـ 82 عاما.
روى الدكتور فتحي غانم؛ بداية شغفه بالعلم والتعليم، حيث وُلد عام 1939 في القاهرة أي بنهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت تلك الفترة الزمنية تحت حكم الملك فاروق، ولم يكن هناك ما يُسمى بالمرحلة الابتدائية، بل كانت المرحلة الأولية، ومدتها 6 سنوات، حيث كان يجلس بجوار شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وقال غانم، إن جلوسه بجانب صديقه، شقيق الرئيس السادات في المرحلة الأولية، كان مفيدًا لهما كثيرًا، نظرًا للمنافسة التي كانت تقام بينهما في اللغة الإنجليزية، متابعًا: كنا أفضل اثنين بين كل الطلاب بالتحديد في اللغة الثانية.
وأضاف الدكتور فتحي غانم، في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه بدأ في المرحلة التالية، وهي الثانوية، فكانت حينها 5 سنوات، حتى انتهى من دراستها أيضًا، ليبدأ مرحلة جديدة في كلية التجارة بجامعة عين شمس.
حصول باحث على الدكتوراه في عمر الـ 82
وتابع الدكتور غانم: تخرجت من كلية التجارة عام 1965م، وسافرت إلى ليبيا كي أعمل محاسبا، ومكثت هناك 5 سنوات، وبعدها عدت إلى مصر، وأكملت الدراسة، وقدّمت رسالة الماجستير باللغة الإنجليزية، لكني تفاجأت بوجود كلية جديدة، وهي التجارة الإنجليزية، وحينها تم رفض طلبي، بسبب وجود هذا التخصص الجديد؛ الذي لم أتخرج منه لعدم إنشاؤه حينها.
واستكمل الدكتور غانم حديثه: سافرت مرة أخرى، فكانت حياتي بين السفر للعمل كمحاسب في دول مختلفة والتعليم، لكني عدت مرة أخرى، وصممت أن أحصل على درجة الماجستير، لذلك بدأت دبلومة دراسات عُليا من جامعة القاهرة، وكانت لمدة عامين كاملين، وبعد انتهائي من الدبلومة، انتقلت للخطوة الثانية، وهي تمهيدي الماجستير، والذي كان في كلية التجارة بجامعة بنها.
وأوضح الدكتور غانم: اضطررت للسفر مرة أخرى، ولكن في هذه المرة إلى أوروبا، وغبت نحو 5 أعوام، لذلك لم يُعترف بالتمهيدي الذي قمت به، نظرًا لمرور عدة سنوات عليه، فعند العودة إلى مصر؛ عملت مرة أخرى تمهيدي الماجستير، وكان من الأكاديمية العربية للعلوم المالية، التابعة لجامعة الدول العربية، وهنا كنت تخطيت 60 عاما، وحصلت أخيرًا على درجة الماجستير.
وأردف الدكتور غانم: كنت أتعلم وأسافر، فسفري قبل الدكتوراه كان إلى أوروبا، ومكثت أعمل هناك لفترة طويلة، لكني سألت نفسي عن الشيء الذي لا زال ينقصني، ووجدت أن الدكتوراه هي المرحلة الأخيرة من الدراسة؛ التي يجب أن أصل إليها، فبدأت في الدراسة، وأنا بعمر 79 عاما، حتى حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة حلوان في عامي الـ 82.
وعن تصميمه في استكمال دراسته، رغم تقدمه في العمر، قال الدكتور فتحي غانم: العِلم كان صاحبي، وتحديدًا بعد وفاة زوجتي، فالشاب إذا نشأ على جلوسه في القهوة، سيكبر على ذلك حتى يشيخ، وكذلك من يطلب العلم، سيظل يطلبه إلى أن يموت.
ولفت إلى أن التحدي الذي كان يواجهه، هو المسافة البعيدة بين بيته والجامعة، وبحكم تقدمي في السن؛ كنت أشعر بالتعب، ولم أسمح لأي صعوبات تواجهني وأن تؤثر عليّ، فكانت الدراسة وصية والدتي إليّ.
واختتم الدكتور فتحي غانم حديثه: أنا الوحيد بعائلتي من أكمل دراسته، لذلك أنوي نقل ما درسته للغير، وأتمنى وأنا في عمري هذا؛ أن أدرّس للشباب الصغير، ولا يكون هناك جاهلًا.