حكاية «أسامة» فنان الأركيت بالفيوم: صنعت جيتارا في خامسة ابتدائي ومركب بطول الورشة والفن في عائلتنا هواية| فيديو
في أول شارع مصطفى باشا بالفيوم، تجد ورشة صغيرة عُمرها 60 عامًا، يجلس داخلها فنان كبير، عندما تنظر إلى الورشة من الداخل تجد داخلها فنانًا يجلس على كُرسي يمسك بيديه الجيتار، وأنامل يديه ترقص بالعزف على الجيتار، لتسمع بأذنيك رنات العزف حيث تأخذك بعيدًا جدًا، ومن بين ثانية وأخرى يتمهل قليلًا، ويتناول شاي الصباح على صوت الست أم كلثوم والعندليب، ومن هُنا يبدأ يوم عمله في فن الأركيت بعد استراحة أعصابه على صوت الجيتار وفنانين زمان.. إنه أسامة محمد محمود زيدان شريف، من الفيوم صاحب أول وأشهر ورشة أركيت في الفيوم، خلفًا لوالده الذي بدأ الصنعة مُنذ أعوام مضت.
حكاية صانع الأركيت في الفيوم
هذه الورشة الصغيرة، شهدت على العديد من الأعمال الفنية الكبيرة، فصناعة الأركيت عُرفت على أيدي عائلة أسامة «العائلة الفنية»، التي بدأت بـ الأب مرورًا بالأبناء والأحفاد.
بداية هذه الورشة كان محلًا لصيانة الأجهزة الكهربائية، ثم لحقت به الأعمال الفنية ودخول صنعة الأركيت التي كان لها الفضل لشهرة هذا المكان المختلف بصنعته المميزة التي يقبل عليها عدد كبير من المواطنين، وأصحاب القدرات الفنية، ليتعلمون العزف على الجتيار بالمجان من الفنان أسامة، وأيضًا لشراء الديكورات وأبرزها الفوانيس الأركيت.
قال أسامة محمد زيدان، صاحب أول ورشة أركيت في الفيوم، خلال بث مباشر مع القاهرة 24، إن الورشة ورثها عن والده وعمرها أكثر من 60 عامًا، «والدي وعمي كانا أصحاب مواهب في الرسم وشقيقتي أيضًا تعشق الرسم فعدد كبير من الأسرة والعائلة ذو مواهب فنية إحنا عيلة فنية وكلنا بنشتغل في الأركيت، نمتاز إننا الوحيدين في الفيوم نستطيع العمل على الأركيت وأول من استخدم الأركيت، وخاصةً في الديكورات، أي تصميمات نستطيع تصنيعها كما يطلب الزبون».
ديكورات الأركيت
وأضاف، صممت ديكورات عديدة منها الجامع وماكيتات التخرج، وساعة بيج بن وشقيقي صنع برج إيفل، وأي رسمة وتصميم ننفذه على أرض الواقع ونصنع فوانيس رمضان بداية من شهر رجب حتى شهر رمضان كما نتميز بأن أعمالنا جميعها من الخشب اليدوي.
ولفت، والدي كان فاتح المحل لصيانة الأجهزة الكهربائية لكن كان دائمًا يبتكر ولديه موهبة الاختراع، وصنع أجهزة من الألف للياء «صيانة وتصنيع»، وعن علاقتي بـ الأركيت، ليس لها أي علاقة بدراستي، لأن دراستي كان تتعلق بـ إلكترونيات، والفن في عائلتنا هواية أكثر من الدراسة، وعدد آخر من العائلة يدرس بالفن فيدمج ما بين الدراسة والموهبة.
وعن أبرز ديكوراته، قال فنان الأركيت، صنعت مركب من الأركيت طولها 3 متر ونصف للديكور وساعة بيج بن ديكور مترين و70 سنتمتر بطول الورشة.
وتابع:« قبل العزف على الجيتار، وقبل تعلم العزف على الجيتار، صنعت جيتار بنفسي وأنا في الصف الخامس الابتدائي، صنعت خشبة وسامير، ووضعت أستك وشديته أوتار وعجبني صوت الرنة من هُنا عشقت الجيتار».
العزف على الجيتار
وفي ختامه، أكد أنه يعشق فن الأركيت، وبدأ يصنع أركيت في المرحلة الابتدائية، وأول شئ صنعه كان آلة الجيتار وتعلم وعشق العزف عليه وأصبح هواية يومية يمارسها فهي تحسن من مزاجه لدرجة انضم لفرقة موسيقية ويُعلم العزف على الجيتار لمن يرغب في تعلم الموهبة بالمجان:«أنا أميل لآلة الجيتار مُنذ الصغر حتى وصلت لاحترافه وتعليم لمن يريد الموهبة».